الأربعاء, 02 أبريل, 2025


4 مراحل عمرية لحماية أبنائك من المخدرات: تعرف إليها!
مارس, 2025

كشف دليل الوقاية من المخدرات، الذي أعده مجلس مكافحة المخدرات والبرنامج الوطني للوقاية من المخدرات تحت إشراف وزارة الداخلية، عن الدور المحوري الذي يلعبه الآباء في حماية أبنائهم من خطر التعاطي. ويؤكد الدليل على ضرورة التزام الوالدين باتباع نهج وقائي يتناسب مع كل مرحلة عمرية للطفل منذ ولادته، حيث تم تقسيم هذه المراحل إلى أربع فئات، تتطلب كل منها أسلوباً مختلفاً في التوعية والتوجيه.

ووفقاً للدليل، فإن الوقاية تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة: التوعية المبكرة، الكشف عن أي مؤشرات خطر، ثم العلاج والتأهيل عند الحاجة. كما يبرز أهمية تعديل أسلوب الخطاب مع الأبناء بما يتلاءم مع مستوى وعيهم وقدرتهم على الاستيعاب في كل مرحلة من مراحل النمو.

المراحل العمرية والاستراتيجيات الوقائية:

🔹 من الولادة حتى سن الخامسة:

في هذه المرحلة المبكرة، يكون الأطفال ميالين لتقليد سلوك الكبار، مما يجعلها فرصة مثالية لغرس القيم الإيجابية وتحذيرهم من السلوكيات الضارة. ينصح الدليل الآباء بتنبيه أطفالهم إلى أضرار التدخين عند ملاحظتهم لشخص يدخن، وتعريفهم بأن هذه العادة تسبب أمراضاً خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة. كما يشدد على أهمية تنبيههم إلى خطورة بعض المواد مثل منتجات التبغ، ومواد التنظيف والطلاء، التي قد تحمل تأثيرات خطرة على الصحة. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بعدم إعطائهم أي أدوية دون وصفة طبية، ومنحهم مساحة لاتخاذ بعض القرارات البسيطة لبناء ثقتهم بأنفسهم.

🔹 من السادسة إلى العاشرة:

في هذه المرحلة، يصبح لدى الأطفال إدراك أكبر للعالم من حولهم، مما يستدعي اتباع أساليب توعوية أكثر وضوحاً. يوصي الدليل بتذكيرهم بمخاطر العقاقير وتأثيرها السلبي على الدماغ والصحة العامة، مع تشجيعهم على رفض السلوكيات السلبية، مثل الجلوس مع المدخنين أو الخضوع للتنمر. كما يشجع على مناقشة المواقف الحياتية التي يواجهونها، كأن يحكي الطفل عن صديق ركب سيارة مع شخص مدخن، فيتم توعيته بمخاطر استنشاق الدخان. إضافةً إلى ذلك، من الضروري طمأنة الطفل بأن والديه دائماً متاحان لدعمه ومساعدته عند الحاجة.

🔹 من 11 إلى 14 سنة:

تمثل هذه المرحلة فترة انتقالية حساسة تتطلب اهتماماً خاصاً من الآباء، إذ يبدأ الأبناء في تكوين شخصياتهم المستقلة. يوصي الدليل بسؤالهم عن هواياتهم واهتماماتهم، ومساعدتهم في وضع أهدافهم المستقبلية، وإرشادهم لكيفية التعامل مع الضغوط النفسية والجسدية، سواء من خلال ممارسة الرياضة أو الانخراط في أنشطة مجتمعية. كما ينصح بمتابعة صداقاتهم، وتعليمهم كيفية اختيار رفاق صالحين، مع الحرص على التواجد معهم في المواقف التي قد يتعرضون فيها لضغوط اجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، من المهم توعيتهم بمهارات الرفض، عبر تمثيل مواقف افتراضية توضح كيفية التصرف عند مواجهة عروض لتعاطي المواد المخدرة.

🔹 من 15 إلى 18 سنة:

تعد هذه المرحلة الأكثر حرجاً، حيث يكون الأبناء أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية. يشدد الدليل على أهمية توضيح العواقب الخطيرة لتعاطي المخدرات، وتأثيرها السلبي على مستقبلهم الأكاديمي والمهني. كما ينصح بإشراكهم في وضع القواعد الأسرية وتوضيح التبعات المترتبة على مخالفتها. من الضروري أيضاً قضاء وقت فردي مع كل ابن لتعزيز الروابط العائلية، والإشادة بإنجازاتهم مهما كانت بسيطة. كما ينبغي تزويدهم بمعلومات دقيقة عن المخاطر القانونية والصحية للمخدرات، والتعرف على الاتجاهات المجتمعية السائدة حول هذه القضية، لا سيما مع ظهور أنواع جديدة من المؤثرات العقلية.

ختاماً، يؤكد الدليل أن دور الوالدين لا يقتصر على التوجيه، بل يمتد إلى بناء بيئة داعمة تعزز الثقة والحوار، مما يسهم في تحصين الأبناء ضد المخاطر المحتملة، وتمكينهم من اتخاذ قرارات صائبة تحميهم من الوقوع في دوامة التعاطي.