
في 19 من رمضان كل عام، تحتفي الإمارات بـ«يوم زايد للعمل الإنساني»، الذي يعدّ إرثاً خالداً ومسيرة عطاء لا تنضب، مؤكدة التزامها الراسخ بالعمل الخيري عبر مبادرات نوعية ومساعدات تمتد إلى مختلف الشعوب حول العالم، ما يعزز مكانتها رمزاً عالمياً للإنسانية.
رؤية قائمة على العطاء والخير
لطالما كان الشيخ زايد سبّاقًا في مد يد العون للمحتاجين دون أي تمييز. وبفضل رؤيته الحكيمة، أصبحت الإمارات واحدة من أكثر الدول سخاءً في العالم، حيث تقدم المساعدات الإنسانية للدول المتضررة من الكوارث، وتدعم المشاريع الصحية والتعليمية والتنموية في المجتمعات التي تحتاج إلى الدعم.
ولا تزال هذه الرؤية الإنسانية ركيزة أساسية في نهج الدولة، حيث تعمل الإمارات على إطلاق المبادرات الإنسانية والخيرية بشكل مستمر، بهدف تحسين حياة الملايين حول العالم.
وكان المغفور له الشيخ زايد قد أسس للعمل الإنساني عام 1992، عندما أنشأ «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، وخصص لها حينها مليار دولار، يعود ريعه إلى المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل دولة الإمارات وخارجها.
وقال المغفور له الشيخ زايد، في رسالته عند إعلان تأسيس المؤسسة: «إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية، اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر، مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيـات، ومهما مددنا من جسور، وأقمنا من زينات؛ فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك الإنسان. الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها».
يوم يجسد روح العطاء الإماراتي
في هذا اليوم، يجدد قادة الإمارات وشعبها التزامهم بمواصلة مسيرة العطاء التي بدأها الشيخ زايد، حيث يؤكدون أن القيم الإنسانية ليست مجرد جزء من تاريخ الدولة، بل هي أساس حاضرها ومستقبلها.
وفي ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم، مثل الفقر والنزاعات والتغير المناخي، تواصل الإمارات دورها الريادي في دعم الجهود الإنسانية الدولية، سواء عبر برامج الإغاثة، أو التعليم، أو تعزيز ثقافة التسامح والحوار.
إن “يوم زايد للعمل الإنساني” ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو دعوة للجميع للاقتداء بنهج الشيخ زايد في البذل والعطاء، وضمان استمرار رسالته الإنسانية جيلاً بعد جيل.