الأربعاء, 02 أبريل, 2025


مؤسسة نور دبي تغيّر حياة أكثر من 33 مليون شخص حول العالم عبر برامج مكافحة العمى
en
مارس, 2025
مؤسسة نور دبي

في واحدة من أنجح المبادرات الإنسانية على مستوى العالم، نجحت مؤسسة نور دبي في تقديم خدمات الرعاية الصحية للعيون لأكثر من 33 مليون شخص منذ انطلاقها عام 2008، لتتحول من مبادرة محلية إلى منصة إنسانية دولية تكافح العمى وتعالج مسبباته في المناطق الأكثر احتياجًا.

تعمل المؤسسة تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية (MBRGI)، وتهدف إلى القضاء على مسببات العمى القابلة للعلاج، خاصة في المجتمعات الفقيرة حيث يشكّل فقدان البصر عاملًا إضافيًا يعمّق دائرة الفقر والحرمان.

القضاء على التراخوما في إثيوبيا

في إقليم أمهرة الإثيوبي، الذي يُعد من أكثر المناطق تأثرًا بمرض التراخوما، عالجت نور دبي أكثر من 16 مليون شخص ضمن برنامج القضاء على التراخوما. ووزّعت المؤسسة 87 مليون جرعة دواء، وأجرت أكثر من 356,000 عملية جراحية للعيون، ودرّبت قرابة 50,000 عامل صحي، بالإضافة إلى بناء 300,000 مرحاض لتحسين النظافة العامة ومنع انتقال العدوى.

شراكات إنسانية في بنغلاديش

عبر شراكة استراتيجية مع مؤسسة “فريد هولوز” في بنغلاديش، تنفذ نور دبي برنامجًا متكاملاً مدته خمس سنوات في منطقة “باريسال”، يركّز على علاج الاعتلال الشبكي السكري وأخطاء الانكسار البصري، ومن المتوقع أن يستفيد منه أكثر من 75,000 طفل وبالغ، بالإضافة إلى نشر التوعية بين 4 ملايين شخص.

كما يسهم البرنامج في تمكين النساء من خلال إنشاء مشاريع صغيرة يقمن من خلالها بتقديم خدمات الرعاية البصرية للمجتمع المحلي، مما يوفر لهن دخلًا ويعزز من دور المرأة في التنمية.

جهود محلية وعالمية متواصلة

على الصعيد المحلي، نفّذت نور دبي حملات فحص العيون المتنقلة في أنحاء مختلفة من دولة الإمارات، وأجرت آلاف الفحوصات للمواطنين والمقيمين، كما أطلقت مسح دبي لصحة العيون لتحديد واقع مشكلات البصر في الإمارة وبناء استراتيجيات علاجية وقائية مستقبلية.

وعلى الصعيد الدولي، أقامت المؤسسة مخيمات طبية في السودان، نيجيريا، إثيوبيا، وغانا، وقدّمت فيها آلاف العمليات الجراحية وفحوصات النظر، من بينها 500 عملية إزالة المياه البيضاء في العاصمة السودانية الخرطوم.

رسالة إنسانية مستدامة

أوضحت الدكتورة منال تريم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة نور دبي، أن استعادة بصر شخص واحد يمكن أن تُنقذ أسرة كاملة من الوقوع في دوامة الفقر، وتعيد لطفل مستقبله الدراسي، ولأم قدرتها على رعاية أطفالها.

وأضافت: “ما نقوم به في نور دبي لا يقتصر فقط على العلاج، بل يمتد إلى برامج تأهيل شاملة لدمج المرضى بصريًا في المجتمع، وتمكينهم من المساهمة في التنمية”.

نحو عالم خالٍ من العمى

من خلال اتباع استراتيجية “SAFE” التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، والتي تتضمن الجراحة والمضادات الحيوية وتحسين النظافة والبيئة، تسعى نور دبي إلى القضاء على مرض التراخوما وغيره من مسببات العمى المعدية، خاصة في المجتمعات المهمّشة.

وتُعد هذه الجهود نموذجًا حيًا على التزام دولة الإمارات بالرؤية الإنسانية الواسعة التي تضع الإنسان في قلب التنمية، وتؤكد أن العلاج حقٌ للجميع، بغض النظر عن الموقع أو القدرة المادية.

مع استمرار توسّع البرامج الإنسانية لمؤسسة نور دبي، تبقى رسالتها واضحة: العناية بالبصر ليست ترفًا، بل أملٌ يُعيد الحياة لملايين حول العالم.