
في كتابها “عندما تتحرك الرمال: قصة إكسبو دبي – صناعة الأمل في أوقات التحدي”، تسرد معالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، حكاية إنسانية وعملية ملهمة، تحكي من خلالها تفاصيل قيادتها لأحد أكبر وأهم الأحداث العالمية في القرن الحادي والعشرين – إكسبو 2020 دبي.
الكتاب لا يكتفي بسرد الإنجازات، بل يكشف التحديات التي واجهتها، على المستويين المهني والشخصي. فهي لم تكن فقط تقود فريقًا دوليًا ضخماً لإنجاح مشروع غير مسبوق في المنطقة، بل كانت أيضًا أمًا شابة وأمرأة تتحمل مسؤوليات أسرتها. يقدّم الكتاب هذه الصورة المتكاملة ويكسر الصور النمطية عن المرأة العربية، مبرزًا قدرتها على التوفيق بين الأدوار المتعددة والنجاح فيها جميعًا.
من خلال هذا العمل، تسعى ريم الهاشمي إلى تقديم رسالة أمل ليس فقط للإماراتيين، بل لكل شاب وفتاة في العالم العربي. يعكس الكتاب رؤية الإمارات في تعزيز التعاون الدولي، والانفتاح، وبناء جسور الحوار بين الشعوب، وهو ما تجلّى في استضافة معارض عالمية كإكسبو ومؤتمرات مهمة مثل COP28، إضافة إلى دورها الريادي في الجنوب العالمي.
عندما تتحرك الرمال لا يُعتبر مجرد تأريخ لحدث عالمي، بل هو رحلة شخصية مليئة بلحظات الشك والأمل، التحديات والانتصارات، الأحلام والواقع. الكتاب مليء بالمواقف الصادقة التي تبرز الجانب الإنساني من التجربة، وتُظهر كيف تحوّلت الإرادة إلى واقع، والرؤية إلى إنجاز ملموس.
ما يميز الكتاب أيضًا هو أسلوبه البسيط العميق، الذي يخاطب القارئ كأنّه يرافق الكاتبة في كل خطوة، من تقديم ملف الاستضافة، إلى اللحظة التي فُتحت فيها أبواب المعرض للعالم، وحتى لحظة الختام المهيبة. كما يلفت النظر التوازن العاطفي الناضج الذي صاغت به الهاشمي سردها، بعيدًا عن المبالغة، وبروح صادقة تعكس واقع التحدي.
وفي فصوله الأخيرة، تكشف الهاشمي جانبًا شخصيًا نادرًا، حين تُخبر القارئ أنها عندما بدأت هذه الرحلة كانت حديثة الزواج، وبحلول افتتاح المعرض، أصبحت أماً لثلاثة أطفال دون سن العاشرة. هذه التفاصيل تضيف بعدًا إنسانيًا حقيقيًا يعمّق من أثر القصة ويجعلها نموذجًا ملهمًا لكل امرأة تطمح للتوفيق بين حياتها الشخصية وطموحاتها العملية.
في النهاية، يقدم الكتاب درسًا عالميًا في الصبر والمثابرة والعمل الجماعي، ويعكس رسالة إكسبو الحقيقية: الأمل والتعاون من أجل مستقبل أفضل.