الخميس, 08 مايو, 2025


كيف أصبحت دبي مركزاً للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط منذ 2002
en
تقرير حصري مايو, 2025
سمو الشيخ محمد بن راشد

في مطلع الألفية الجديدة، كانت دبي على موعد مع مرحلة جديدة من التخطيط التنموي، تميزت برؤية شمولية تعيد تشكيل القطاعات الحيوية في الإمارة، وفي مقدمتها قطاع الرعاية الصحية. جاءت مدينة دبي الطبية كإحدى أبرز مبادرات هذه المرحلة، ليس فقط لتوفير خدمات علاجية متقدمة، بل لتكون منصة متكاملة تجمع بين التعليم الطبي، والبحث العلمي، والسياحة العلاجية. وبمرور السنوات، تحولت المدينة إلى نموذج حضري يعكس التوازن بين التنمية الاقتصادية والاهتمام بجودة الحياة، في إطار رؤية أوسع تستهدف تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للخدمات المتخصصة.

« من 3 »
الصحة أولاً.. قصة التأسيس

في مبادرة استراتيجية نوعية، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، عن تأسيس وإنشاء «مدينة دبي الطبية» التي تستهدف تحويل الإمارة إلى مركز عالمي متميز للرعاية الصحية، ومقراً لتدريس العلوم الطبية وبحوث وتقنيات علوم الحياة، ومركزاً متطوراً للعلاج الطبي يقصده المرضى من مختلف أنحاء المنطقة وذلك بتكلفة إجمالية تبلغ 1.8 مليار دولار أميركي وتنفذ على مساحة من الأرض يبلغ حجمها في المرحلة الأولى نحو 5 ملايين قدم مربع وتصل في المرحلة النهائية من الإنجاز إلى 10 ملايين قدم مربع.

“الصحة هي أهم ما يملكه الإنسان فبدون صحة جيدة يعاني الشخص نفسه وتعاني أسرته والمجتمع عموماً وهكذا الاقتصاد الوطني الذي يتحمل عبئاً كبيراً من هذا الموضوع”.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

جاء إنشاء مدينة دبي الطبية كأحد روافد العمل التنموي الطموح آن ذاك، وتم تطويرها من قبل هيئة دبي للاستثمار والتطوير، وأُعلن عنها رسميًا في 6 نوفمبر 2002.

وفي عام 2004، اكتملت المرحلة الأولى من المشروع، لتصبح مدينة دبي الطبية جزءًا من منظومة “تيكوم” التابعة لـ”دبي القابضة”، بعد تأسيس الشركة القابضة التي تولّت إدارة كبرى مشاريع دبي التنموية آنذاك، برئاسة معالي محمد القرقاوي.

دبي الطبية.. ثمرة تعاون بين القيادة الحكومية والمستثمرين

لعب التعاون بين القطاعين العام والخاص دورًا محوريًا في تحويل فكرة دبي الطبية إلى واقع ملموس، فقد قدمت الحكومة الدعم والرؤية الاستراتيجية، بينما ساهم القطاع الخاص بالاستثمار والخبرة التشغيلية. هذا النموذج من الشراكة أتاح تسريع وتيرة التنفيذ، وجذب مؤسسات طبية مرموقة من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في رفع مستوى الخدمات وتوفير بيئة تنافسية تحفّز على الابتكار.

وفي هذا السياق، شهد عام 2005 توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة المشروع ودائرة الصحة في دبي، تضمنت تصورًا متكاملًا لإنشاء بيئة صحية متقدمة تربط بين الرعاية الصحية، والإقامة الفندقية، والتعليم الطبي، والبحث العلمي، حيث اعتمد النموذج التشغيلي للمدينة على شراكة مبتكرة، بحيث يقدم القطاع الخاص 70% من الخدمات، بينما يقدّم القطاع الحكومي 30%، ورغم أن المدينة لم تُصنّف كمنطقة حرة، إلا أنها قدّمت ميزة مهمة للمستثمرين، تمثلت في إتاحة ملكية بنسبة 100% للمشاريع المقامة داخلها.

وعن دور فريق العمل الموكلة إليه مهمة تأسيس مدينة دبي الطبية، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كلمة التأسيس: ” أنا على يقين بأن أبناءنا المشرفين على تنفيذ هذه المبادرة سينجحون في المهمة الموكلة إليهم، تماماً كما نجح أجدادنا الأوائل قبل أكثر من ألف عام، في إهداء البشرية أعظم الانجازات الطبية في مجال العلاج والجراحة والأدوية وبناء وإدارة وتنظيم المستشفيات”.

تكامل مشروع مدينة دبي الطبية مع المشاريع العصرية التي كانت تنفذها دبي منذ عام 1999، في إطار مسيرة التنمية الشاملة بالإمارات، ومنها: الحكومة الإلكترونية، وقرية المعرفة، ومدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، والمركز التجاري العالمي وغيرها من المشاريع والاستثمارات.

“دبي الطبية وما تمثل من إمكانيات لن تشمل أبناء الإمارات وحسب، إنما ترفع مستويات الصحة في مختلف أنحاء المنطقة”

معالي محمد القرقاوي

وفي إطار الجهود التي تبذلها المدينة الطبية لتأسيس شراكات إستراتيجية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، بغية تحويل المدينة إلى مركز إقليمي للتعليم الطبي ووجهة عالمية للرعاية الصحية، أكدت كفاءتها بالقدرة على تحسين البنية الأساسية للقطاع الطبي وتعزيز جهود البحث العلمي إلى جانب اتخاذ الاستراتيجيات المناسبة لعمليات التنمية والتخطيط، وفتح قنوات للتعاون الإقليمي مع مختلف المؤسسات الطبية في المنطقة.

السياحة العلاجية.. بوابة دبي للعالم

في السنوات الأخيرة، تحوّلت مدينة دبي الطبية من مشروع تنموي إلى محور عالمي للسياحة العلاجية، لتشكل المدينة رافداً مهماً في صقل القطاع السياحي العلاجي في الإمارات، وكانت لها بصمات موثقة وإضافات إيجابية على تنويع اقتصاد دبي، مستقطبة آلاف الزوار الباحثين عن علاج عالي الجودة ضمن بيئة حديثة وآمنة، ففي عام 2023 فقط استقبلت دبي أكثر 690 ألف سائح علاجي، محققين إيرادات تجاوزت  1.03مليار درهم، وهو ما يعكس الثقة العالمية المتزايدة بخدماتها الصحية المتقدمة ومرافقها النوعية المتجددة.

كما ساهمت الإيرادات غير المباشرة للسياحة الصحية بأكثر من 2.3 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، من خلال تنشيط قطاعات الطيران والفنادق والضيافة والاتصالات وغيرها، ما يؤكّد على دور القطاع كمحرّك اقتصادي رئيسي.

ومن أهم عوامل تطوير السياحة العلاجية في دبي تنفيذ الخطط التوسعية للمرافق الطبية، والاستقطاب الدقيق لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى الأجانب هذا وبالاقتران مع السياسات الحكومية الداعمة ما يكثف نسبة التخصصات الطبية للسائحين والتي جاءت على النحو التالي: الأمراض الجلدية 31% وطب الأسنان 24%، وطب النساء %18

« من 3 »
أهم ملامح الرعاية الصحية في مدينة دبي الطبية

تضم مدينة دبي الطبية منشآت طبية عالمية المستوى يبلغ عددها 160 منشأة صحية بين مستشفيات وعيادات متخصصة ومراكز تأهيل ومن أشهرها ميديكلينيك سيتي هوسبيتال وهو عن مستشفى خاص متعدد التخصصات يقدم خدمات طبية متكاملة، ومستشفى مورفيلدز للعيون – دبي، المتخصص في طب وجراحة العيون، ومستشفى الجراحة الدقيقة الأمريكي المتخصص في الجراحات التجميلية والترميمية، ومستشفى فقيه الجامعي الذي يقود الرعاية الشاملة ويركز على البحث العلمي من خلال كوادر طبية وتعليمية متعددة الجنسيات تتمتع بكفاءة مهنية عالية. إضافة إلى التخصصات الدقيقة التي تقدمها المدينة والتي تشمل: تشمل الأورام، القلب، الأعصاب، العقم، وطب الأسنان، باستخدام تقنيات مثل الجراحة الروبوتية، الطب عن بُعد، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب خدمات مساندة في مجالات التأهيل، العلاج الطبيعي، التغذية، ونمط الحياة الصحي.

القطاع الأكاديمي

وعلى الصعيد الأكاديمي، تتولى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية جانب التعليم والتدريب، حيث تستقطب طلاباً من 49 جنسية مختلفة موزعين على ثلاث كليات وهي الطب وكلية التمريض والقبالة وكلية حمدان بن محمد لطب الأسنان من خلال برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى مراكز تدريبية مهنية تساهم في صقل مهارات الطلبة. وترتبط الجامعة بشراكات مع مستشفيات تعليمية مثل مستشفى فقيه ومعاهد تدريبية، كما تتعاون مع مؤسسات مثل جامعة كوينز بلفاست في المملكة المتحدة، وشبكة يونيلابس السويسرية، ومستشفى دانة الإمارات، ومؤسسة الجليلة التي تموّل أبحاث الجامعة بمبلغ 8 ملايين درهم سنويًا.

معدلات النمو وعدد السكان

مع ازدياد عدد سكان دبي من 1.1 مليون نسمة عام 2002 إلى 3.8 مليون في 2025، توسعت المدينة الطبية تدريجيًا لتستوعب هذا النمو، من عشرات المنشآت إلى المئات، حيث سجلت 481 منشأة من بينها 195 منشأة طبية، فضلاً عن قيام 19 منشأة بتوسيع نطاق عملياتها في آخر تسجيل سنوي عام 2023 بنمو 12 %، ووصل عدد الشركات العالمية التي تتخذ من المدينة مقراً إقليمياً لها إلى 130 شركة.

وتعكس تلك النتائج الدور الذي تلعبه المدينة الطبية بصفتها الوجهة المتخصصة في استثمارات قطاع الرعاية الصحية في دبي حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع عائدات مدينة دبي الطبية من عام 2020 وحتى 2024 وفق معدل نمو سنوي مركب قدره 16%.

وتظهر التوقعات وصول إنفاق القطاع العام إلى 104 مليار درهم والقطاع الخاص إلى 22 مليار درهم بحلول عام 2027 وفق معدل نمو سنوي مركب 7.5% و8.8% على التوالي.

ونجحت المرحلة الثانية التي تمتد على مساحة 22 مليون قدم مربعة في استقطاب استثمارات استراتيجية بقيمة 1.03 مليار درهم منذ عام 2019 حتى اليوم، والتي توزعت وفق نسب 57.65% للاستخدامات التجارية والسكنية و18.88% للضيافة والسكن و10.73% للرعاية الصحية و10.11% للاستخدامات التجارية والضيافة و2.63% للسكنية.

وينسجم هذا التطوير مع التزام مدينة دبي الطبية باستقطاب المزيد من المستثمرين وتوسيع مرافق الرعاية الصحية والسكنية لمواكبة الاحتياجات المتنامية لسكان الإمارة.

رؤية حضرية

وانطلاقاً من رؤية دبي في إرساء قطاع رعاية صحية حيوي لتلبية احتياجات السكان المتوقع وصول عددهم إلى 5.8 مليون نسمة بحلول خطة مدينة دبي الحضرية 2040 الرامية إلى زيادة مساحة الأراضي المخصصة للمرافق التعليمية والصحية بنسبة 25%، تؤدي مدينة دبي الطبية دوراً محورياً باجتذاب الاستثمارات للمساهمة في تحقيق هذه التطلعات وإرساء مجتمع نابض وصحي وشامل للسكان والزوار على حد سواء.

حوافز وتشريعات ترسم طريق المستقبل

وعلى الصعيد التنظيمي ساعدت الحوافز الضريبية والتسهيلات في الترخيص على جذب مستشفيات وشركات طبية عالمية، مع إعفاءات تصل إلى 50 عامًا من الضرائب وهذا يشمل ضريبة الدخل، وضريبة الشركات، وضريبة القيمة المضافة، ومرونة في الإجراءات القانونية والأنظمة التي يتم من خلالها تسهيل إجراءات الترخيص والتسجيل، كما ساهم الموقع المركزي والبنية التحتية المتقدمة، إضافة إلى نمط الحياة والفرص المهنية، في جذب الكفاءات الطبية والمهنية من مختلف أنحاء العالم، علاوة على سياحة العلاج والرعاية الصحية والتجميلية وخدمات الدعم اللوجستية كالفنادق ، ومرافق التأمين الصحي، التي تجعلها وجهة مريحة للمرضى، فضلاً عن شراكاتها المتجددة مع المستشفيات العالمية في إطار التطور المستمر الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في دبي والاهتمام بدعم الشق البحثي والأكاديمي في منظومته.

الأثر الاقتصادي على الإمارة

تمكنت مدينة دبي الطبية من المساهمة في تنويع الاقتصاد المحلي للإمارة، وتساهم اليوم في رفد قطاعات عدة باستغلالها الأمثل لمرافقها ومؤهلاتها الطبية من خلال تحفيز قطاع السياحة العلاجية للزوار الذي ينعش بدوره عدة جوانب من الاقتصاد المحلي خلال زيادة الإنفاق على الإقامة والنقل والطيران والتسوق. إضافة إلى تدفق فرص العمل في مراكز تدريب وأكاديميات المدينة بشقيها الصحي والتعليمي وجذب كفاءات مهنية تساهم في تحسين السمعة على المستوى العالمي وتجعلها صرحاً صحيًا مميزًا. كما ساهمت المدينة في تفتح الآفاق أمام القطاع العقاري من خلال استثمارات نوعية لشركات الرعاية الصحية العالمية في تدشين وتطوير مراكزها، واستثمار ملايين الدولارات في البنية التحتية لمرافق المدينة التي تشمل المستشفيات والمجمعات السكنية والفنادق والمرافق الترفيهية، وهو ما يُعد رأس أولويات رؤية دبي المستقبلية، إضافة إلى الابتكار في مجالات التكنولوجيا الطبية والأبحاث العلمية.

من خلال هذه المساهمات، ساعدت مدينة دبي الطبية في دعم سياسة تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على الموارد النفطية، وتعزيز موقع الإمارة في مجالات الابتكار الطبي والتقنيات الصحية. وقد نالت المدينة جوائز واعترافات دولية، مثل جائزة أفضل وجهة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، وجوائز الجودة والتميز وجائزة الابتكار الطبي، إلى جانب تقدير من منظمة الصحة العالمية، وعدة جهات دولية في مجالات الجودة والتميز الإداري، تكريماً لممارساتها الإدارية الفعالة التي تضمن تقديم خدمات طبية متميزة.

من دبي القابضة إلى سلطة المدينة الطبية: مسيرة توسع ونجاح متواصل لمدينة دبي الطبية

لعبت دبي القابضة دوراً جوهرياً في ترسيخ مكانة مدينة دبي الطبية كمركز عالمي للرعاية الصحية والتعليم الطبي. فمنذ تأسيس المدينة عام 2002 لتصبح ضمن مشاريع دبي القابضة، وفّرت المجموعة الدعم الاستراتيجي والتمويلي، حيث أدارت المدينة الطبية عبر نهج يجمع بين الحوكمة الرشيدة، والشراكة مع القطاع الخاص، وتبني الابتكار الطبي، ما ساعد على إنشاء منظومة صحية متكاملة تشمل العيادات، المستشفيات، الجامعات، ومراكز البحث، كما أسهمت في توفير بنية تحتية عالية المستوى، ومنصات رقمية تسهّل العمليات الإدارية والطبية داخل المدينة.

وفي عام 2015 أصبحت دبي الطبية تحت إدارة سلطة مدينة دبي الطبية التي ساهمت في تواصل نجاحاتها من خلال إنشاء وإدارة البنية التحتية والخدمات الإدارية وأية خدمات أخرى داخل المدينة سواء بنفسها أو من خلال مطورين عقاريين وكذلك المشاركة في إنشاء كليات الطب ومراكز الأبحاث والدراسات الطبية ومؤسسات ومدارس التمريض عالمية المستوى إضافة إلى التعاون مع كبريات الجامعات والمؤسسات الطبية والصحية العالمية بغرض تطوير الخدمات الطبية وإنشاء أو المشاركة في إنشاء العيادات والمراكز التشخيصية وشركات الأدوية والمعدات الطبية ومراكز إعادة التأهيل ومراكز الأغذية والمراكز الصحية والعلاجية والمنتجعات الطبية والأندية الصحية والرياضية وشركات ومؤسسات العلاج بالرياضة والعلاج الطبيعي

علاوة على مشاركتها في إقامة المنشئات الفندقية وكذلك مراكز العناية الطبية ومراكز وأساليب توفير الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية والدوائية عبر الإنترنت وتنظيم الأعمال الممارسة داخل المدينة وفقاً للقرارات المعتمدة في هذا الشأن إضافة إلى توفير البيئة المناسبة لتقديم كافة أنواع الخدمات الصحية والطبية والخدمات المرتبطة بها في المدينة وتأسيس وترخيص واعتماد المستشفيات والعيادات والمؤسسات الصحية والعلاجية والدوائية وغيرها من المؤسسات والشركات للعمل في المدينة الطبية وكذلك تنظيم طريقة العمل بين المؤسسات الموجودة فيها وأية جهات أخرى خارجها بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة.

واصلت مدينة دبي الطبية نجاحاتها في تطويرها للمرحلة الثانية من مدينة دبي الطبية عام 2015، والتي تمتد على مساحة 22 مليون قدم مربعة، وبتكلفة تصل ما بين ثلاثة إلى خمسة مليارات درهم، لتهدف إلى توسيع نطاق التخصصات الطبية والتعليمية، وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية.

وتتضمن المدينة في مرحلتها الثانية مشروع ” نشامى ” المتكامل الذي سيمتد على مساحة مليونين و400 ألف قدم مربعة على شكل طوابق أرضية بطاقة استيعابية تصل إلى عشرين ألف نسمة إلى جانب محال البيع بالتجزئة ومرافق الضيافة والترفيه وستقدم المدينة ولأول مرة على مستوى المنطقة نحو ثلاثة ملايين و300 ألف قدم مربعة من خيارات إعادة التأهيل المطل على واجهة مائية لتناسب جميع الفئات العمرية بما فيها كبار السن، لتكون المدينة نواة للطب العلاجي والسياحي والتعليمي والتدريبي والبحثي على مستوى الإمارات والمنطقة.

في كل مدينة عالمية، تنشأ مشاريع تعكس توجهاتها التنموية وأولوياتها المستقبلية، ومدينة دبي الطبية تُعد واحدة من النماذج التي تجمع بين الطموح الحضري والاهتمام بالبعد الإنساني. فبينما توسّع دبي من بنيتها التحتية وتطور قطاعاتها الاقتصادية والسياحية، تمثل المدينة الطبية توجهًا نحو الاستثمار في الرعاية الصحية بوصفها مكونًا أساسيًا في التنمية الشاملة. ويقدم هذا المشروع مركزًا متخصصًا يجمع بين الابتكار الطبي والخبرة العالمية، ما جعله وجهةً لعدد من الباحثين عن العلاج، إلى جانب اهتمامه بجذب الكوادر المتخصصة. وبهذا، تسهم دبي في رسم معالم نموذج صحي حضري ضمن بيئة متعددة الوظائف تجمع بين الاقتصاد والمعرفة والخدمة العامة.