
خطت الإمارات خطوة نوعية في علاج مرضى الثلاسيميا عبر إطلاق العلاج الجيني الجديد كاسجفي (CASGEVY)، المعروف بـ «العلاج الجيني الشافي»، والذي يعتمد على تقنية كريسبر (CRISPR) لتعديل الخلايا الجذعية وتحفيز إنتاج الهيموغلوبين الجنيني بهدف الوصول إلى الشفاء التام. وقد بدأ تطبيق العلاج فعلياً على حالتين، ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية بنهاية عام 2025، وسط مؤشرات أولية إيجابية ومبشرة.
إلى جانب هذا الإنجاز، وفرت الدولة أدوية متقدمة مثل لوسباترسبت وميتابيفات، التي أثبتت فعاليتها في تقليل حاجة المرضى لنقل الدم بنسبة 33% و50% على التوالي، مما يُحسن جودة حياة المرضى ويقلل من اعتمادهم على التدخلات الطبية المستمرة.
وعلى صعيد الوقاية، واصلت الإمارات جهودها للحد من انتشار المرض عبر برامج الفحص الجيني قبل الزواج، مما ساهم في خفض أعداد الحالات الجديدة، بحسب الجهات الصحية. وتعمل جمعية الإمارات للثلاسيميا حالياً على إعداد قاعدة بيانات وطنية لحصر أعداد المرضى، بالتعاون مع الجهات الصحية، بهدف تحسين جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة لهم.
وفي مناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا، نظّمت الجمعية ملتقى خاصاً جمع المرضى والأطباء والخبراء لاستعراض أحدث العلاجات وقصص النجاح. وقد أعربت الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة الجمعية، عن شكرها العميق لوزارة الصحة لدعمها المستمر، وجهودها في رفع الوعي الصحي والحد من انتشار الأمراض الوراثية.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد أبوحليقة، استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أن العلاج الجيني يعتمد على جمع الخلايا الجذعية من المريض، ثم تعديلها جينياً، وإعادة زراعتها في الجسم، مشيراً إلى أن النتائج المرتقبة بنهاية العام ستُظهر نتائج مشجعة. أما الدكتور خالد مسلم من مدينة برجيل الطبية، فقد أشار إلى أن الإمارات ساهمت في تطوير دواء ميتابيفات، والذي من المتوقع توفره على نطاق واسع قبل نهاية العام الجاري.
وأكد عبدالباسط محمد مرداس، نائب رئيس جمعية الإمارات للثلاسيميا، أن الجمعية تعمل حالياً على إعداد قاعدة بيانات شاملة لتحديد أعداد المرضى على مستوى الدولة، ما يُسهم في تحسين مستوى الرعاية والخدمات.
بفضل هذه التطورات الطبية والجهود الوقائية، تواصل الإمارات ريادتها في مجال مكافحة الثلاسيميا، وتحويل المرض من عبء مزمن إلى حالة قابلة للشفاء.