
في عالم العمل الشرطي الذي يتسم بالسرعة والانضباط والالتزام، استطاعت الرقيب آمنة راشد البلوشي من شرطة دبي أن تشقّ طريقًا فريدًا ومُلهمًا وسط هذا الزخم. كقائدة دورية في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، أصبحت رمزًا للتميّز والانضباط، سواء خلال ساعات العمل أو خارجها.
على مدار أربع سنوات متواصلة، تولت البلوشي قيادة دورياتها الأمنية في منطقة بر دبي دون تسجيل أي حادث مروري أو مخالفة، وهو إنجاز استثنائي جعلها تحظى بالتكريم ضمن الدورة السابعة من مبادرة “نجوم القيادة الآمنة”، التي تنظمها شرطة دبي بالتعاون مع شركتي “ماجد الفطيم – جينيسس” و”أبوظبي الوطنية للتأمين”. ومن بين 65 مكرمًا، كانت آمنة البلوشي المرأة الوحيدة التي سُلط عليها الضوء.
لكن ما يجعل قصتها أكثر إلهامًا هو دورها خارج نطاق العمل. فهي أم لسبعة أطفال، بينهم ثلاثة توائم، وتتمكن ببراعة من التوفيق بين مسؤولياتها كأم وبين واجباتها كضابط شرطة في الميدان. وتُرجع البلوشي سر نجاحها إلى حبها العميق لمجال القيادة والعمل الميداني، إضافة إلى التدريب المستمر الذي خضعت له.
تقول البلوشي: “منذ أن توليت قيادة الدوريات، لم أتعرض لأي حادث مروري بفضل الله، وذلك نتيجة الالتزام والتدريب المتواصل، إلى جانب شغفي الحقيقي بهذا العمل”. وتشير إلى أن تفاعل الناس الإيجابي ورؤيتهم لامرأة تقود دورية شرطية يزيدها إصرارًا على العطاء، ويمنحها شعورًا بالفخر والمسؤولية.
ورغم ما تحققه من إنجازات مهنية، تظل آمنة البلوشي حريصة على بيتها وأسرتها، وتوضح: “عند عودتي إلى المنزل أتحول إلى أم بكل معنى الكلمة، أعد الطعام، أساعد أبنائي في دراستهم، وأتابع تحصيلهم العلمي بدقة في مختلف المراحل”.
قصة الرقيب آمنة البلوشي ليست مجرد نجاح مهني، بل هي شهادة حيّة على القوة والعزيمة والتوازن الحقيقي بين الحياة المهنية والأسرية. ففي ميدان يتطلب الكمال، لا تكتفي آمنة بتحقيق المعايير، بل تتجاوزها لتكون قدوة حقيقية في التفاني والعطاء.