الخميس, 03 يوليو, 2025


دبي تعزز حضورها في مجال الفن الرقمي بدمج الذكاء الاصطناعي والميتافيرس
en
يوليو, 2025
دبي الفن الرقمي

شاشات تفاعلية عملاقة وكاميرات ذكية ومشاهد رقمية متحركة، ترسم جميعها ملامح مشهد فني جديد تتصدره دبي، المدينة التي أصبحت مختبراً مفتوحاً للإبداع والتكنولوجيا. ومع تطور الذكاء الاصطناعي واندماجه في الفنون، تواصل دبي إرساء معايير جديدة عبر معارضها السنوية، وصالاتها المتخصصة بالفن الرقمي، وتجاربها المتحفية التي تمنح الجمهور رؤى غير تقليدية.

وقد حققت دبي مؤخراً إنجازاً جديداً بفوزها باستضافة المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026، ما يعزز مكانتها كعاصمة عالمية للثقافة والفنون. وأكدت ميثاء البلوشي، مديرة إدارة الفعاليات في هيئة الثقافة والفنون بدبي، أن المؤتمر سيوجّه دعوة مفتوحة للمبدعين حول العالم لتقديم أعمالهم الفنية التي سيتم انتقاؤها وعرضها ضمن معارض خاصة. وأوضحت أن المؤتمر سيتضمن أيضاً أوراقاً بحثية أكاديمية لطلبة الفنون والمهتمين، ليتم اختيار الأبحاث المناسبة لطرحها في الجامعات من قبل لجنة علمية متخصصة.

وأشارت إلى أن هذا الحدث يأتي ضمن استراتيجية الهيئة لجعل دبي مركزاً رائداً في مجال الفن الرقمي عالمياً، لافتة إلى مبادرات عدة أطلقتها «دبي للثقافة»، بينها دعم فنان ناشئ حوّل منزله إلى استوديو وقدم أول برنامج تدريبي يدمج الفن بالتكنولوجيا، والذي عرض مشروعه النهائي في مهرجان سكة للفنون والتصميم.

البدايات ومسيرة التحول

تحدث الفنان محمد كاظم عن بدايات استخدام الخامات الرقمية في الإمارات، مشيداً بريادة الفنان حسن شريف الذي دمج الصور في الأداء الحركي منذ دراسته الجامعية. وأكد كاظم أن الفن يتغير باستمرار، موضحاً أنه قدم أعمالاً ضخمة بتقنية الواقع المعزز في مدن عالمية، حيث كان الجمهور يشاهد الأعمال وكأنها جزء من الحدائق العامة.

وأضاف: «على المؤسسات الفنية تقبل التغيير والتجارب الجديدة للفنانين. الانطباعية رفضت في بداياتها، لكنها غيرت مسار الفن للأبد بعد سنوات طويلة».

الميتافيرس والـNFT يفتحان آفاقاً جديدة

من جانبه، أوضح الفنان خليل عبدالواحد أن مصطلحات مثل الميتافيرس والـNFT غيّرت نظرة العالم للفن الرقمي، لافتاً إلى أن دبي سباقة في تبني هذه التوجهات. وأكد أن هناك صالات فنية تعرض أعمالاً رقمية فقط، بعضها يحاكي الثقافة المحلية، مشيراً إلى أنه بات يدمج الخامات الرقمية في أعماله، بالإضافة إلى الفيديو آرت والتصوير كخامة أساسية. وأضاف: «الذكاء الاصطناعي يسرّع إنتاج العمل الفني، خاصة في مجال الأنيميشن، لكنه لن يلغي الأساس الكلاسيكي للفن».

الخط العربي والتكنولوجيا

أما الفنان ضياء علام، المعروف بدمجه الخط العربي مع التقنيات الحديثة، فأوضح أنه بدأ رحلته مع الفن الرقمي قبل نحو 15 عاماً، مقدماً أعمالاً اعتمدت على الواقع الافتراضي والأنيميشن، أبرزها عروض الخط العربي المتحركة على قبة الوصل في إكسبو 2020 دبي. وقال: «لا بد من الحفاظ على هوية الخط العربي بدمجه بالتكنولوجيا ليواكب العصر، فهو يتمتع بمرونة كبيرة وإمكانات لا محدودة تعتمد على خيال الفنان».

الهندسة في خدمة الإبداع

المبدع أحمد العطار جمع بين الهندسة والفن، حيث بدأ تجربته في الفن الرقمي قبل ثلاث سنوات بمهرجان سكة، ليقدم بعدها أعمالاً تدمج الميكانيك والكهرباء بالحركة. وكشف عن تحضيره معرضاً في الشندغة يعيد تصور المنطقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن دبي بما تضمه من صالات ومعارض رقمية باتت وجهة مفضلة للفنانين، خاصة الجيل الشاب الأكثر اندماجاً مع التكنولوجيا.