الجمعة, 11 يوليو, 2025


القرية العالمية في دبي مختبر ثقافي مفتوح أعاد صياغة مفهوم السياحة
تقرير حصري يوليو, 2025
القرية العالمية في دبي

في كل موسم، تفتح دبي أبواب “القرية العالمية” لتستقبل ملايين الزوّار من داخل الدولة وخارجها، في تجربة تدمج بين الترفيه والثقافة والتبادل التجاري. ورغم الطابع الاحتفالي الذي يميز هذه الوجهة، فإن المشروع يستند إلى رؤية تنموية واقتصادية واضحة، بدأت بفكرة تجريبية، وتحولت مع الوقت إلى نموذج موسمي منظم ضمن منظومة الترفيه في الإمارة.

النسخة التجريبية التي انطلقت عام 1996 كانت كما وصفها الشيخ محمد بن راشد، ولي عهد دبي آن ذاك، “لقاءً سياحياً وثقافياً وتمازجاً بين التقاليد العربية والعالمية على أرضٍ عربية”. وحققت نجاحاً أكد جدواها وتعطّش سكان دبي وسياحها لهذا النوع من المشاريع السياحية. رغم أن الأصول المتوفرة كانت بسيطة: ميزانية لا تتجاوز المئة ألف درهم، وكبائن من معرض طيران دبي نُقلت إلى منطقة خور دبي، إلا أنها كانت كافية لإنجاح النسخة التجريبية الأولى للقرية العالمية. تجربة وصفها لاحقاً معالي محمد القرقاوي، منسق عام مهرجان دبي للتسوق ومساعد مدير دائرة التنمية الاقتصادية بدبي آنذاك، بأنها “محاولة لتجسيد بعض أحلام ديزني بالألعاب النارية والسوق المفتوح”. ومع أن الهدف المباشر وراء افتتاح القرية العالمية كان إثراء المهرجان، فإن الفكرة حملت في طياتها تصوراً أوسع: تحويل الفضاء التجاري إلى حاضنة حوار ثقافي يعبر عن رؤية دبي المستقبلية.

افتتحت القرية العالمية موسمها الفعلي الأول عام 1997، واستقطبت خلاله نصف مليون زائر. ارتفع العدد إلى 2.1 مليون زائر في 1998، ثم تسارعت الوتيرة منذ 2007 لتحقيق أعداد تراوحت بين 4.2 و4.8 ملايين سنوياً. كانت تلك الأرقام مؤشراً مبكراً على أن دبي لا تختبر حدثاً ترفيهياً بل تؤسس لقطاع اقتصادي جديد عنوانه الترفيه الثقافي.

وفي مساء الثالث من أبريل 1998، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الموسم الثاني للقرية العالمية بقص الشريط أمام جمهور تجاوز خمسين ألف زائر في الليلة الافتتاحية للموسم الثاني. في ذلك المساء تحوّل خور دبي من مرفأ تجاري قديم إلى ما يشبه ساحة مدن مستقبلية؛ فقد جال سموّه نحو ساعتين بين أجنحة عشرين دولة، متفحصاً الحِرف والملبوسات الشعبية ومتعقباً تلك اللحظة التي يلتقي فيها الاقتصاد بالهوية.

بين أبريل ونهاية موسم 1998 سجلت القرية العالمية نحو 1.2 مليون زائر، أي ما يقارب بقليل ضعف عدد سكان الإمارة آنذاك البالغ 750 ألف نسمة تقريباً، وتوزع الحضور على عشرين جناحاً مثلت أول دورة مصغرة لعولمة التجارة. وكان متوسط التدفق اليومي يقارب 50 ألف شخص، ما اضطر سلطة موانئ دبي إلى استحداث خدمات نقل مجانية ومواقف إضافية للحافلات.

القرية العالمية في دبي

اقتصاد الفعاليات…من الكشك إلى المنصة

تحوّل اقتصاد الفعاليات في دبي من كشك خشبي على ضفاف الخور إلى منصة مترامية الأطراف تُعيد تشكيل سلاسل القيمة في قطاعات التجزئة والضيافة والنقل الجوي مع كل موسم للقرية العالمية. فبعد افتتاح سيتي سنتر ديرة بالتزامن مع انطلاق مهرجان دبي للتسوق، شاع في الأوساط التجارية اعتقاد بأن المدينة لا يمكن أن تتحمل مراكز تسوّق يتجاوز حجمها المقاييس الخليجية. يروي معالي محمد القرقاوي عن هذا التصوّر “انها لحظة أثبتت القرية العالمية أن العائد لا يقاس بعدد الأمتار الإنشائية، بل بقدرتها على توليد تدفق زائر مستدام”، إشارة إلى أن النموذج الجديد جمع بين الترفيه والثقافة والبيع في تجربة واحدة تُضاعف المكوث داخل الإمارة.

وعلى المستوى العددي تضخمت الوجهة من 18 كشكاً عام 1997 إلى منظومةٍ مساحتها 1.6 مليون متر مربع تضم 3500 منفذ بيع، وأكثر من 40 ألف عرض حي في موسمٍ واحد، ما جعلها رابع أكبر وجهة ترفيهية في العالم من حيث متوسط عدد الزوار اليومي. هذه الكتلة البشرية انعكست مباشرةً على قطاع الضيافة؛ فبحسب تقرير دائرة السياحة ساهمت الفعاليات الثقافية، وعلى رأسها القرية العالمية، في رفع مساهمة السياحة إلى 11.5 في المئة من ناتج دبي عام 2019، نسبة تفوق مثيلاتها في سنغافورة أو برشلونة.

غير أن العامل الحاسم هو نموذج التمويل. فمنذ الموسم 26 تُظهِر كُتيبات الرعاية وتأجير الأجنحة في القرية العالمية أن إيرادات الشراكات التجارية (رسوم الرعاة وحجوزات الأجنحة) صارت تغطي ما يقارب ثلثي النفقات التشغيلية، بينما يقتصر دور الحكومة على بناء البنية التحتية ووضع الإطار التنظيمي. هذا الترتيب يُعرّف باسم الشراكة بين القطاعين العام والخاص Public Private Partnership أو PPP، صيغة يتقاسم فيها المستثمرون المخاطر والعوائد فيما تحتفظ الدولة بملكية الأصول والإشراف العام.

امتد الأثر ليشمل ريادة الأعمال المواطنة؛ فمنذ عام 2021 تمت اتفاقية بين دبي SME والقرية العالمية في حجز 25 كشكاً سنوياً لأصحاب المشاريع الإماراتيين بشروط إيجار ميسّرة، ما حوّل موسم القرية العالمية إلى مختبر لاختبار المنتجات قبل دخولها مراكز التسوّق الدائمة. وارتفع عدد زوار القرية العالمية من 7.8  ملايين زائر في موسمها السادس والعشرين إلى 10.5 ملايين ضيف في موسمها التاسع والعشرين الذي اختُتم في مايو 2025. هذا النمو المتسارع حتّم على هيئة الطرق والمواصلات في دبي تشغيل أربعة خطوط حافلات موسمية وربط الوجهة مباشرةً بمحطات المترو ومطار دبي الدولي؛ وهي شبكة نقل استخدمها أكثر من نصف مليون راكب خلال موسم 2023 – 2024 وحده.

وتُبيّن دراسة للأثر الاقتصادي للفعاليات الكبرى صادرة عن مركز دبي التجاري العالمي أن كل درهم يُنفق على تنظيم حدث ترفيهي في الإمارة يحقق عائداً مضاعفاً يتجاوز درهمين في قطاعات الفندقة وتجارة التجزئة والنقل. بهذا النموذج الدائري للإنفاق الذي يعتمد على تمويل القطاع الخاص مقابل بنية تحتية وخدمات عامة تتحوّل القرية العالمية إلى محرك يضخ سيولة متجددة في الاقتصاد المحلي من دون تحميل الميزانية الحكومية أعباء تشغيلية تُذكر، إذ تنتقل عوائد الأكشاك والعروض سريعاً إلى معدلات إشغال الفنادق ومبيعات الأسواق الحرة، فتقلب بذلك المعادلة التقليدية التي كانت ترى في الفعاليات بنداً استهلاكياً لا أصلاً إنتاجياً.

التحول العمراني والاقتصادي للقرية العالمية  

من خور دبي حيث استقرت الأكشاك الخشبية الأولى عام 1996، كبذرة صغيرة في تربة خصبة، ما لبثت أن تمددت على ضفتي الخور فجذبت أكثر من نصف مليون زائر في موسمها الرسمي الأول عام 1997. ومع تزايد التدفق البشري تنقلت القرية العالمية خلال مطلع الألفية بين مواقع عدة على الخط المائي للمدينة، فاستقرت لسنوات قرب الشندغة وعود ميثاء ضمن فضاء تراثي أعاد تشكيل العلاقة بين الفعالية ومحيطها التاريخي، حتى انتقلت عام 2006 إلى قطعة شاسعة على شارع الإمارات مجاورة للمرابع العربية، وهو الانتقال الذي وسَّع المساحة ورفع عدد الأجنحة إلى أربعين جناحاً يمثلون ثقافات متعددة. ومع دمجها في مخطط دبي لاند الترفيهي صارت القرية العالمية تحتل اليوم أكثر من سبعة عشر مليون قدم مربعة عند المخرج 37، قادرة نظرياً على استيعاب عشرات الآلاف كل ليلة من أكتوبر إلى مايو، ما وضعها ضمن ما يوصف عالمياً بالاقتصاد الليلي الذي تشجّعه تقارير الأمم المتحدة حول المدن المستدامة.

في موسمها السابع والعشرين استقبلت القرية العالمية تسعة ملايين ضيف ينتمون إلى أكثر من تسعين ثقافة، وهي قفزة قياسية عززت صورتها كملتقى عالمي. وبعد عام واحد فقط تخطى الموسم الثامن والعشرون حاجز العشرة ملايين زائر، ما اضطر الإدارة إلى تمديد الأسبوع الختامي تلبيةً للطلب الجماهيري. ثم أتى الموسم التاسع والعشرون الذي اختتم في مايو 2025، وقُدِّم فيه أكثر من أربعين ألف عرض حي ومئات الألعاب والمعالم الترفيهية، مسجلاً أوسع برنامج ترفيهي شهدته الوجهة حتى الآن.

وراء هذه الحشود تتراكم مكاسب اقتصادية واضحة، إذ أظهرت بيانات موسم سابق (2018-2019) تحقيق معاملاتٍ تجارية قاربت ثلاثة مليارات درهم داخل القرية نفسها، في مؤشر على قدرة المشروع على تدوير الإنفاق المحلي وإغناء سلاسل القيمة في الضيافة والتجزئة والنقل.

من دائرة التنمية الاقتصادية إلى دبي القابضة: الترفيه كأداة دبلوماسية ورأسمال ثقافي

انطلقت القرية العالمية تحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، وكانت جزءاً من فعاليات مهرجان دبي للتسوق في التسعينات، وتحديداً مع انطلاقته الأولى عام 1996. في تلك المرحلة، كانت تحت إشراف مباشر من حكومة دبي، كفعالية موسمية تهدف إلى تنشيط الحركة التجارية والسياحية.

مع مرور السنوات، كبرت الفكرة وتحوّلت إلى كيان ترفيهي ضخم يستقبل ملايين الزوار من داخل وخارج الدولة. ومع هذا التحول، انتقلت القرية إلى مظلة دبي القابضة، وأصبحت تدار اليوم عبر ذراعها الترفيهي “دبي القابضة للترفيه”، التي تضم تحتها أيضاً مشاريع عملاقة مثل، دبي باركس آند ريزورتس، عين دبي، Roxy Cinemas.

لا تكمن القيمة الحقيقية للقرية العالمية في دبي في حجم المبيعات أو حجم الإنفاق، بل في ما يسميه المفكر الأمريكي جوزيف ناي “القوة الناعمة”، وهي القدرة على الإقناع والجذب من دون فرض إملاءات. فمنذ لحظة دخول الزائر، يحاط بتفاعل حسي مركب: أصوات الكمان التتري تندمج مع غناء الفلامنكو، ورائحة القهوة الحبشية تتجاور مع البخور الإندونيسي. هذا المنتجع الثقافي بتعبير أحد الباحثين البولنديين الذين درسوا الموقع بوصفه مختبراً للسياحة التسوقية يصنع شبكات علاقات عابرة للحدود تُسجَّل في الذاكرة لا في الميزانيات.

يمكن وصف هذه التجارب بعقود اجتماعيةً صغيرة: حين يقف زائر من ستوكهولم ليشتري تمراً إماراتياً، ثم يُطرب لفرقة مغربية ويشتري حريراً هندياً، فهو لا ينفق فحسب، إنه يوقّع مجموعة من التوافقات العفوية حول قيم الضيافة والمشاركة والاعتراف بالآخر. تَصف ورقة بحثية حديثة على منصةMedium  هذا المشهد بأنه “عرض حي للقوة الناعمة” لأن البلدان تعرض قصصها لا جوازاتها على الجمهور العالمي. في نهاية المساء يعود السائح إلى فندقه حاملاً تذكارات مادية، لكن التذكار الأثمن هو الشعور بأن العالم يمكن أن يُدار بالفضول لا بالخصام؛ وذلك هو رأس المال الرمزي الذي تُضيفه القرية إلى العلامة التجارية لدبي، والذي بحسب خبراء العلامات الحضرية يُمكِّن المدينة من الانتقال من سوقٍ للسلع إلى سوقٍ للأفكار والقيم.

ريادة واقتصاد معنى

منذ أن أطلقت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة SME برنامجها لدعم روّاد الأعمال في سبتمبر 2017، أبرمت القرية العالمية شراكة مباشرة مع المؤسسة خصصت بموجبها 30 موقعاً استراتيجياً داخل المتنزَه لكل موسم. وبفضل رسوم الإيجار الرمزية وحزمة حوافز تمويلية وتدريبية، صار رواد الأعمال الإماراتيون يختبرون أفكارهم ومنتجاتهم أمام ملايين الزوار، قبل التوسع إلى الأسواق الدائمة. هكذا تحوّلت الوجهة من سوقٍ موسمي إلى ما يشبه “مُسرِّع أعمال” مفتوح، يجمع رأس المال المحلي بالفضاء السياحي الدولي في بيئة منخفضة المخاطر ومضاءة بأضواء الإعلام.

غير أن اقتصاد القرية العالمية لا يُختزل في حركة الشراء والبيع المباشرة، فثمة طبقات أعمق تتشكل فوق هذه المعاملات اليومية. تبدأ التجربة بما يمكن تسميته اقتصاد الاستهلاك حين يتجول الزائر بين أجنحة الأطعمة والحِرف، لكنها سرعان ما تنتقل إلى اقتصاد الخبرة عندما يلتقط صوراً لعروض موسيقية أو يشارك في احتفالية عالمية. اللحظة الفارقة تحدث عندما يتجاوز الفرد هاتين الطبقتين إلى ما يصح وصفه باقتصاد المعنى، إذ يتحول الإنفاق إلى استثمار رمزي طويل الأمد يكوّن مخزوناً من القصص والانطباعات عن الآخر. هذا ما تجلّى، مثلاً في معرض “الإمارات تبتكر” الذي استضافته القرية العالمية في فبراير 2023، حدث حكومي ركّز على حلول الاستدامة وأتاح للزوار تجربة ابتكارات محلية بحضور رمزي دولي، مؤكداً أن حاضنة الترفيه قادرة أيضاً على تسويق المعرفة.

ولأن المكان يعيد كتابة نفسه كل شتاء، يقترح مخططو المدن النظر إلى القرية بوصفها تجسيداً حياً لما سمّاه الكاتب الإيطالي إيتالو كالفينو “المدينة القصصية”: فضاء لا تحدده الجدران بقدر ما تشكّله تتابعات الأحداث والروايات. في هذا الإطار تصبح الأجنحة والأسواق والعروض بمثابة فصول تُحرَّر سنوياً في كتابٍ مفتوح، وهو ما يمنع المشروع من الوقوع في فخ التقادم الذي أصاب كثيراً من المتنزهات العالمية. بذلك تتكامل ريادة الأعمال المواطنة مع اقتصاد المعنى والفلسفة العمرانية في نسيجٍ واحد، نسيجٍ يَثبت فيه أن الشراكات البشرية، لا المخصصات المالية، هي التي تصنع مستقبل المدن حين يتحول التنوع نفسه إلى بنية تحتية لا تقل صلابة عن الإسمنت والصلب.

قيادة التجريب ورهانات الغد

يردد معالي محمد القرقاوي الدرس الذي تعلمه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “أكبر مخاطرة هي ألا تخاطر”، مقولة تحوّلت إلى آلية تشغيل تُبقي القرية العالمية في حالة “هدمٍ بنّاء” يجري فيه تبديل نحو ثلث محتواها كل موسم، فتغلق أجنحة وتُستحدث أخرى، وتتجدد العروض والتجارب من دون خشية فقدان الهوية، لأن المخاطرة هنا أداة حوكمة لا تهديد. بفضل هذا الإيقاع المتجدد تحافظ الوجهة على زخم جماهيري متصاعد، وتُثبت قدرتها على إعادة تعريف الترفيه بوصفه مختبراً ثقافياً مفتوحاً.

القرية العالمية لم تعد مجرد فعالية شتوية تزيّن أجندة المدينة، بل غدت جزءاً من بنيتها التحتية، تتوازن في أثرها مع الموانئ والمطارات. ففي زمنٍ يستبدل فيه رأس المال الصلب برأس مال رمزي، استثمرت دبي في تنوّع البشر بوصفه مورداً اقتصادياً ثابت العائد، إذ يلتقي في هذا الفضاء زوار من عشرات الثقافات بلا تأشيرة مسبقة، فيختبرون تجربة توحدهم رغم اختلاف ثقافاتهم وأصولهم.

منذ افتتاحها عام 1997 استقبلت القرية العالمية أكثر من 100 مليون زائر، وفق إحصاءات رسمية حتى مايو 2025. ومع كل موسم تؤكد دبي أن التنوع ليس عبئاً تنظيمياً بل فرصة لإعادة تشكيل اقتصاد يقوم على تبادل الثقافات والقيم. وكما كتب الشاعر والفيلسوف الأمريكي والت ويتمان عن احتواء “الجموع التي لا تُحصى”، تذكرنا القرية العالمية بأن المستقبل ليس خطاً مستقيماً يمد الحاضر، بل مساحة مفتوحة لاستضافة مزيد من التعدد في مكان واحد، مساحة تُصر دبي على توسيعها عاماً بعد عام.