
شهد الأسبوع الرابع والأخير من البرامج الصيفية لصندوق الوطن تفاعلاً لافتاً من طلبة المدارس والجامعات الإماراتية، عبر أنشطة متنوعة جمعت بين الفن والثقافة والمعرفة.
وقد أُقيمت فعاليات الأسبوع تحت شعار “وطني إيماني ويقيني”، في أكثر من 56 مدرسة، إلى جانب خمسة مراكز ثقافية وخمسة مراكز شبابية موزّعة في مختلف أنحاء الدولة. وقدّم الطلبة خلالها إبداعات فنية شملت الرسم والخط والكتابة، فضلاً عن مشاريع متميزة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، عاكسة طاقات إبداعية واعدة.
ولاقت هذه البرامج، التي جمعت بين النشاط الثقافي والوطني والترفيهي، إشادة كبيرة من أولياء الأمور لما ركزت عليه من تعزيز الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية الإماراتية، إلى جانب تنمية مهارات الابتكار والإبداع. وقد برزت مبادرة “العربية لغة القرآن” ضمن الأنشطة الأكثر تفاعلاً في المدارس، لما لها من أثر في ربط الطلبة بلغتهم الأم وقيمهم الثقافية.
وأكد مدير عام صندوق الوطن، ياسر القرقاوي، أن البرامج الصيفية لهذا العام عبّرت عن إحساس عالٍ بالمسؤولية المجتمعية، وسعت إلى ترجمة رؤية القيادة الرشيدة في بناء جيل وطني متمكن معرفياً ومهارياً. وقال:
“هذه المبادرات ليست ترفيهاً عابراً، بل هي أدوات حقيقية لترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة، وتعزيز روح الابتكار والهوية في بيئة تربوية مُحفّزة.”
وثمّن القرقاوي جهود جميع المشاركين من معلمين ومدربين وخبراء وكُتّاب وفنانين، لما قدموه من محتوى راقٍ ومؤثر خلال أسابيع البرنامج.
الخط العربي.. فن وهوية
من جانبه، عبّر الخطاط سعيد العامري عن فخره بالمشاركة في تدريب الطلبة على أساسيات وجماليات الخط العربي طيلة الأسابيع الأربعة، مشيداً بوجود مواهب شابة واعدة تستحق الدعم.
وأوضح أن الورش ركزت على تنمية الحس الجمالي لدى الطلبة، وتعميق ارتباطهم بحروف لغتهم، مشيراً إلى أن تعزيز الهوية يبدأ من رعاية هذه المواهب الصغيرة.
«سر الفريج الأزرق».. مغامرة في عالم التراث
ضمن العروض الفنية المميزة، استحوذت المسرحية الاستعراضية “سر الفريج الأزرق” على اهتمام جمهور واسع في المركز الثقافي بالفجيرة.
تدور أحداث المسرحية حول خمسة أطفال يخرجون في ليلة «حق الليلة» لجمع الحلوى من الفريج، ليجدوا أنفسهم في مغامرة غامضة بعد اختفاء جدتهم، حيث يواجهون الساحرة “هوسة” ويدخلون عالماً خيالياً مليئاً بالأسرار والتحديات.
تجمع المسرحية بين رسائل تربوية ووطنية وعناصر من الفولكلور الإماراتي، وهي من تأليف عبدالله المهيري، وإخراج حمد الحمادي، وبطولة نخبة من فناني المسرح الإماراتي.
وقد تركت المسرحية أثراً كبيراً في نفوس الأطفال والكبار على حد سواء، لما حملته من قيم ورسائل تكرّس أهمية التراث والانتماء، وتُعيد تقديم الثقافة المحلية في إطار فني معاصر.