
منذ افتتاحها، رسّخت مكتبة محمد بن راشد مكانتها كركيزة أساسية في المشهد الثقافي والفكري لدبي، حيث تغذّي شغف القراءة وتلهم الإبداع لدى الأجيال الصاعدة. ومن خلال تركيزها على الأطفال والشباب، نجحت المكتبة في خلق بيئة محفّزة تجمع بين التعليم والترفيه، وتمنح الجيل الجديد الأدوات اللازمة لمواكبة المستقبل.
وبمناسبة اليوم العالمي للشباب في 12 أغسطس، تبرز مكتبة الشباب كفضاء استثنائي مخصص لليافعين بين 12 و18 عاماً، مصمّم بعناية ليلبّي اهتماماتهم المتغيرة ويحفّز شغفهم بالمعرفة والاكتشاف. فهي لا تقتصر على توفير الكتب، بل تمثل منصة ثقافية وتقنية متكاملة، تعزز الابتكار وتبني جسراً بين الحاضر والمستقبل.
تضم مكتبة الشباب أكثر من 18 ألف كتاب تغطي مجالات متنوعة، منها الروايات، المغامرات، الخيال العلمي، العلوم الاجتماعية، الفنون، التقنية، القصص المصوّرة والمانجا، بالإضافة إلى الفيزياء والكيمياء والفلك والأدب العالمي. وتتوفر هذه الكتب بعدة لغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية واليابانية والكورية والتاميلية، لتعكس التنوع الثقافي واللغوي الذي تتميز به دبي.
ومن بين الكتب الأكثر رواجاً، تحظى سلسلة هاري بوتر بشعبية واسعة، إلى جانب أعمال رولد دال مثل العملاق الودود وتشارلي ومصنع الشوكولاتة، فضلاً عن المانجا اليابانية وسلاسل كلاسيكية مثل جزيرة الكنز، روبنسون كروزو، شيفرة دافنشي للناشئة، موبي ديك، الفرسان الثلاثة، ومغامرات شارلوك هولمز. كما يبرز اهتمام القراء بكتب ثقافية ومعرفية مثل أساطير وحكايات شعبية لليافعين، والحائزون على جائزة نوبل، وسلسلة ما وراء الطبيعة للدكتور أحمد خالد توفيق، وكتب علمية مثل السيارات لمحمد جمال قبيعة.
ولا تقتصر أنشطة المكتبة على القراءة فحسب، بل تنظّم ورش عمل وفعاليات تفاعلية تشمل لقاءات مع كتاب وشخصيات مؤثرة، جلسات قراءة نقدية، وحوارات مفتوحة تنمّي مهارات التفكير النقدي والنقاش البنّاء. كما تحتضن أنشطة فنية وأدبية وعلمية تشجع على الإبداع وتتيح للشباب التعبير عن أفكارهم في أجواء محفّزة.
وتوفر المكتبة بيئة تعليمية متطورة، مجهزة بشبكة واي فاي عالية السرعة، وأجهزة حاسوب حديثة، وطابعة ثلاثية الأبعاد، وأدوات رقمية لدعم الأبحاث والمشاريع. كما صُمّمت لتكون شاملة ومتاحة للجميع، بما في ذلك أصحاب الهمم، مع مساحات مهيأة للكراسي المتحركة ومرافق مخصصة لضمان تجربة مريحة للجميع.
بهذا، تمثل مكتبة محمد بن راشد – عبر مكتبة الشباب – أكثر من مجرد مكان للقراءة، بل منصة لإطلاق العقول نحو آفاق أوسع، وبوابة للمعرفة والإبداع تُمكّن الجيل الجديد من أن يكون قادة ومبتكري الغد.