تخطو دولة الإمارات خطوة غير مسبوقة في مجال التعليم، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء تدريس مادة الذكاء الاصطناعي كمادة مستقلة ضمن المناهج الدراسية، في خطوة تعكس رؤية الدولة نحو بناء أجيال متمكّنة من أدوات المستقبل.
ولم تأتِ هذه الخطوة بشكل عشوائي، بل تم إعداد خطة منهجية ومدروسة لتطبيق المادة تدريجياً حسب المرحلة العمرية. حيث سيحصل طلاب الصفين الأول والثاني على حصتين أسبوعياً، بينما خُصصت حصة واحدة أسبوعياً لطلاب الصف الثالث. هذه الآلية تهدف إلى تقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي بشكل مبسّط وسلس، يتناسب مع إدراك الطلاب دون التأثير على توازن المواد الأخرى.
ما يميز هذا المشروع الطموح، هو تأهيل أكثر من ألف معلم ومعلمة بشكل متخصص لتدريس هذه المادة. لم يقتصر التدريب على الجانب المعرفي فقط، بل شمل أساليب التدريس الإبداعية التي تساعد الأطفال على فهم المفاهيم التقنية المعقّدة بطريقة ممتعة وقريبة من واقعهم.
الطلبة لن يتعرفوا فقط على الجانب التقني من الذكاء الاصطناعي، بل سيتعلمون كذلك كيف يفكرون نقدياً في استخداماته، وتأثيره على المجتمع، وكيفية التعامل معه كأداة للابتكار لا مجرد تقنية حديثة.
هذه المبادرة ليست مجرد إضافة منهجية، بل هي جزء من توجه استراتيجي أوسع لتجهيز الطلاب لمتطلبات سوق العمل المستقبلي. ففي عالم تتحوّل فيه الوظائف بسرعة، لم تعد مهارات مثل البرمجة والتحليل الرقمي مجرد إضافات، بل أصبحت من الأساسيات.
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتوفير المعلمين المؤهلين، تثبت الإمارات مرة أخرى أنها لا تنتظر المستقبل، بل تصنعه بيدها، وتضع أبناءها في طليعة من سيقوده.
