السبت, 06 سبتمبر, 2025


قمة دبي الدولية للمكتبات 2025 صناعة مستقبل النشر
en
04 سبتمبر 2025
قمة دبي الدولية للمكتبات 2025

تحت شعار «صناعة مستقبل النشر»، تنطلق الدورة الثانية من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر في مكتبة محمد بن راشد خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025، بمشاركة واسعة تضم أكثر من 80 متحدثاً من 14 دولة، من بينهم خمسة متحدثين رئيسيين، إضافة إلى 45 جلسة نقاشية و10 ورش عمل متخصصة.

تستقطب القمة نخبة من المعنيين بصناعة النشر، من دور نشر جامعية، ووكلاء أدبيين، ومؤسسات الجوائز الأدبية، ومكتبات تجارية، إلى جانب ممثلين عن مجتمع النشر المحلي في دولة الإمارات. كما تحظى بمشاركة كبار ممثلي ثلاث من أكبر دور النشر التجارية العالمية: “بنغوين راندوم هاوس”، و”سايمون آند شوستر”، و”هاربر كولينز”، فضلاً عن حضور لافت لأصوات بارزة من مختلف أنحاء العالم العربي.

الابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في قلب النقاش

تتناول القمة هذا العام محاور جوهرية تمس جوهر صناعة النشر، أبرزها: الابتكار، التكنولوجيا، التحول الرقمي، الترجمة، النشر الهادف، وفن الكتابة. ولن تقتصر الفعاليات على النقاشات النظرية، بل ستركز على الجانب التطبيقي عبر ورش عمل عملية تمزج بين الإبداع والمهارات المهنية، لتكون فرصة حقيقية للكتّاب والمحررين والناشرين الطموحين.

كما تسلّط القمة الضوء على التحول الرقمي الكبير الذي يشهده قطاع النشر حول العالم، وتستعرض كيف يمكن دمج الوسائط المتعددة في تجربة القراءة لتلبية تطلعات الأجيال الجديدة. وتشمل النقاشات أيضاً جوانب تجارية مهمة مثل حقوق الملكية الفكرية، والتسويق، والتوزيع الدولي.

دبي تكرّس موقعها كمركز ثقافي عالمي

في هذا السياق، شدد إبراهيم الهاشمي، رئيس اللجنة العليا لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025، على أن هذه القمة تترجم التزام دبي بدعم المعرفة والثقافة إقليمياً وعالمياً.

وأشار إلى أن ما يميز هذه الدورة هو تركيزها على التحديات التي تواجه النشر في ظل التحولات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب ما يبحث عنه القارئ الجديد. وأكد أن القمة تسعى إلى تعزيز دور المكتبات كمراكز تمكين معرفي، وفتح آفاق جديدة تمزج بين الإبداع البشري والتكنولوجيا الحديثة، بما يرسخ مكانة المنطقة في مشهد النشر العالمي.

ولفت إلى أن بعض الدول بدأت تعود إلى النشر الورقي، خاصة في كتب الأطفال، نظراً لقدرتها على ترسيخ المعلومات، مع الاعتراف المتزايد كذلك بالكتب المؤلفة رقمياً. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيكون حاضراً في النقاش، ولكن ما يحدد فائدته هو طريقة استخدامه.

صناعة النشر على مفترق طرق

أما جمال الشحي، عضو اللجنة العليا للقمة، فقد وصف صناعة النشر بأنها تمر بمرحلة مفصلية نتيجة التغيرات السريعة في التكنولوجيا وسلوكيات القراءة. وأكد أن مواجهة هذه التحديات تتطلب حلولاً عملية تضمن استدامة القطاع وتطوره.

وتطرق إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد أبرز التحديات المطروحة، مشيراً إلى أن القمة ستتناول تساؤلات هامة مثل: هل سيكون الذكاء الاصطناعي عائقاً أمام النشر؟ أم فرصة لتعزيزه؟ وستكون هذه الأسئلة محل نقاش بين نخبة من الباحثين والخبراء والأكاديميين.

كما أكد أن الإمارات تعمل بجد لبناء صناعة نشر حقيقية قائمة على بنية تحتية قوية، مشيراً إلى أن المكتبات ستكون المستفيد الأكبر من أدوات الذكاء الاصطناعي.

منبر للأفكار القابلة للتنفيذ

من جهته، أكد علي جمعة التميمي، مدير إدارة المكتبات في مكتبة محمد بن راشد وعضو اللجنة العليا للقمة، أن القمة تمثل منصة عملية لإنتاج الأفكار والتوصيات التي تسهم في تطوير منظومة النشر وتعزيز قدرتها التنافسية محلياً وعالمياً.

وأوضح أن هناك مخاوف من اندثار صناعة النشر، إلا أن القمة تهدف إلى تغيير هذا المفهوم، مشدداً على أن النشر لن يختفي بل سيتطور، وستؤدي التكنولوجيا والأدوات الذكية دوراً رئيسياً في هذا التحول. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيقدم حلولاً مفيدة، حتى وإن لم يخدم اللغة العربية بكفاءة اللغة الإنجليزية، إلا أن أثره الإيجابي يبقى مؤكداً.

وبيّن التميمي أن مكتبة محمد بن راشد تضم 750 ألف كتاب ورقي، وأكثر من مليار مصدر معرفي رقمي، مما يجعلها ركيزة أساسية لدعم صناعة النشر.

مخرجات متوقعة

مع اختتام القمة، من المنتظر الإعلان عن عدد من المخرجات المهمة، منها:

  • وضع خريطة طريق عملية لتطوير صناعة النشر محلياً وإقليمياً

  • خلق فرص شراكة واستثمار دولية بين الناشرين

  • تعزيز الحضور العربي في صناعة النشر على الساحة العالمية

  • إطلاق مبادرات داعمة للشباب العاملين في مجال النشر

تُعد قمة دبي الدولية للمكتبات 2025 أكثر من مجرد فعالية ثقافية، فهي منصة استراتيجية لرسم ملامح مستقبل النشر، وتجسيد حي لرؤية دبي في توظيف الثقافة والابتكار لبناء مجتمع معرفي مؤثر عالمياً.