الثلاثاء, 23 سبتمبر, 2025


مع زايد.. سيرة توثيقية لذكريات يرويها سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي
en
18 سبتمبر 2025
القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

بمناسبة مرور 51 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، مقاليد الحكم في الإمارة، أصدر المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة كتاباً توثيقياً بعنوان «مع زايد.. ذكريات يرويها حمد بن محمد الشرقي». يوثّق الكتاب محطات وذكريات عاشها سموه إلى جوار القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في سرد إنساني وتاريخي يكشف عن ملامح شخصية استثنائية وقائد ترك بصمة لا تُمحى في بناء الاتحاد.

يتألف الكتاب من 22 باباً تحمل عناوين ذات دلالات عميقة تعكس القيم النبيلة التي آمن بها الشيخ زايد، والتي أرساها كأساس في بناء دولة الاتحاد. من بين هذه العناوين: «التعليم يعني بناء الإنسان»، «لا خير في المال إذا لم يُسخَّر في خدمة الشعب»، «أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج»، و«أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة». كلها تلخّص جوهر فلسفة الشيخ زايد في أن الإنسان هو أساس التنمية، وأن الثروة الحقيقية تكمن في العقول لا الموارد.

ويفتتح الكتاب بإهداء مؤثر بقلم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، تحت عنوان: «الرجال العظماء يصنعون التاريخ». عبّر فيه عن الوفاء والإجلال للقائد المؤسس، مستذكراً أول لقاء جمعه به، حين قال له: «استوي نفس أبوك»، وهي جملة لا تزال محفورة في ذاكرته لما لها من أثر كبير ومعنًى عميق.

وفي طيّات الكتاب، يظهر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ليس فقط كقائد فذّ، بل كإنسان متواضع قريب من شعبه، حريص على وحدة وطنه، واسع الرؤية، ويستعرض سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي أبرز اللحظات والمواقف التي شكّلت منعطفات في تاريخ الدولة، من أول اجتماع لمجلس الوزراء، إلى مواقفه من القضايا العربية الكبرى، مثل غزو الكويت عام 1990، ودعمه الثابت للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن «الدم العربي هو الأغلى».

ويعيد الكتاب التأكيد على المقولة الخالدة للشيخ زايد: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، موضحاً أنها لم تكن شعاراً عابراً، بل رؤية حضارية متكاملة جسدها عبر مشروعات بيئية وتنموية كبرى، كالتشجير وبناء السدود وحماية الحياة الفطرية، في إيمان راسخ بأن بناء الإنسان لا ينفصل عن احترام الأرض.

كما يخصص الكتاب فصولاً تُبرز اهتمام القائد المؤسس بدور المرأة، مستعرضاً رؤيته التقدمية لمكانتها بوصفها شريكاً فاعلاً في مسيرة النهضة، حيث أرسى التشريعات التي مكنت المرأة في مختلف ميادين الحياة، لتصبح بحق «أم الأجيال» وركيزة أساسية في بناء الوطن.

ويتناول أيضاً مسيرة إمارة أبوظبي، التي باتت اليوم وجهة عالمية بفضل الرؤية الثاقبة للشيخ زايد، وعزيمته التي آمنت بقدرة أبناء الوطن على الوصول إلى أعلى المراتب.

إن كتاب «مع زايد» لا يقتصر على كونه سرداً للذكريات، بل يُعد وثيقة وطنية، ومرجعاً ثقافياً وتربوياً، ويُجسد وفاء قائد عايش التأسيس واقترب من حكمة المؤسس. إنه إضافة نوعية للمكتبة الإماراتية والعربية، ليظل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حاضراً في الذاكرة والوجدان، كما كان حجر الأساس في بناء الإتحاد.