السبت, 04 أكتوبر, 2025


مواقع دبي التاريخية والتراثية تعزز جاذبية السياحة الثقافية
en
26 سبتمبر 2025
حي الفهيدي

تواصل دبي تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة، ليس فقط عبر أعداد الزوار، بل من خلال نهجها المتكامل الذي يجمع بين الثقافة، التاريخ، والابتكار. ومع الاحتفال السنوي بـ”يوم السياحة العالمي” في 27 سبتمبر، سجلت الإمارة إنجازاً لافتاً مع استقبالها 9.88 مليون زائر دولي خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس مكانتها المتفردة على خارطة السياحة العالمية.

استراتيجية تراثية تنبض بالحياة

تعمل هيئة الثقافة والفنون في دبي على دعم السياحة الثقافية من خلال المعارض والمهرجانات والمبادرات الإبداعية. وتؤكد الهيئة أن التراث ليس مجرد ماضٍ محفوظ، بل هو رافد حيّ يشكّل الهوية ويعزز رواية المدينة الجماعية.

تدير الهيئة خمسة متاحف، وخمسة مواقع تراثية، و17 موقعاً أثرياً في أنحاء الإمارة، في مقدمتها متحف الاتحاد، الذي يضم أرشيفاً غنياً ووثائق نادرة تروي قصة تأسيس دولة الإمارات وجهود الآباء المؤسسين. يقع المتحف في دار الاتحاد، المبنى الذي شهد إعلان الاتحاد عام 1971، والذي تم إدراجه ضمن سجل التراث العربي المعماري.

أما متحف الشندغة، فهو أكبر متحف تراثي في الدولة، وقد حصد جائزة “اختيار المسافرين 2025” من موقع تريب أدفايزر، ليصنف ضمن أفضل 10% من الوجهات الثقافية عالمياً. ويعود ذلك إلى ما يضمه من مقتنيات أثرية قدمها أكثر من 100 فرد من المجتمع المحلي، وتجارب ثقافية تروي قصة دبي برؤية معاصرة.

حي الفهيدي التاريخي بدوره يعتبر من أبرز الوجهات الثقافية، حيث يوفر للزوار تجربة فريدة لمعايشة الحياة التقليدية في دبي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وسط الأزقة الضيقة والمباني التراثية ذات الأبراج الهوائية.

كما تُعد قرية حتا التراثية محطة للربط بين الماضي والحاضر، إذ تجسد عبر تصميمها العمارة التقليدية للمنطقة، وتمنح الزوار فرصة استكشاف ثقافة منطقة حتا وتاريخها الغني وتقاليدها العريقة.

مواقع أثرية تروي التاريخ العميق للإمارة

تضم دبي 17 موقعاً أثرياً تُعتبر شاهداً حياً على التنوع الثقافي والحضاري الذي ميّز المنطقة عبر العصور، بدءاً من العصر الحجري القديم وحتى العصر الإسلامي المتأخر.

يُعد موقع ساروق الحديد، الذي اكتشفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2002، من أبرز هذه المواقع، حيث يكشف عن حضارة صناعية قديمة في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتُعرض مقتنياته في متحف خاص ضمن حي الشندغة.

كما يعكس موقع جميرا الأثري الممتد من عام 900 إلى 1800 ميلادي، دور دبي الحيوي خلال العصر العباسي، بينما يكشف موقع العشوش (الألف الثالث قبل الميلاد) عن جوانب فريدة من الحياة في الصحراء الداخلية. ويحتوي موقع القصيص، المكتشف في السبعينات، على مستوطنة كبيرة تعود للعصرين البرونزي والحديدي، موفراً مادة غنية للباحثين والزوار على حد سواء.

تناغم مع الاستدامة وتحول السياحة

أكدت هالة بدري، المدير العام لهيئة الثقافة والفنون بدبي، أن الإمارة تواصل ترسيخ مكانتها على خارطة السياحة العالمية، بفضل رؤية قيادتها ونهجها المتجدد، مشيرة إلى أن تنوع دبي الثقافي والبنية التحتية المتطورة يجعل منها بيئة مثالية لازدهار السياحة الثقافية.

وقالت إن شعار “يوم السياحة العالمي 2025” تحت عنوان “السياحة والتحول المستدام” يتماشى مع رؤية دبي في تعزيز الاستدامة الثقافية، من خلال دمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في قطاع الثقافة والخدمات الحضرية، وتحفيز مشاركة المجتمع في صون التراث المادي واللامادي.

كما أشارت إلى سعي “دبي للثقافة” لتطوير نماذج جديدة من المتاحف التي تسرد القصص المجتمعية وتمنح الزائرين تجربة أكثر تفاعلاً وإنسانية، بما يحقق رؤية دبي الثقافية الرامية إلى أن تكون مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب من مختلف أنحاء العالم.