
يستعد المسرح المفتوح في مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي لاستقبال جمهور الأوبرا العربية “عنتر وعبلة”، وهي أول أوبرا عربية من نوعها تُقدَّم بهذا الشكل الفني الفريد، وذلك في الفترة من 9 إلى 14 ديسمبر 2025. وعلى مدار ست ليالٍ استثنائية، سيُعاد تقديم القصة التي سكنت وجدان الأجيال العربية، في توليفة فنية تجمع بين فخامة الأوبرا الكلاسيكية وعمق التراث العربي الأصيل.
هذه الأوبرا تمثل رؤية جريئة ومتجددة للسرد العربي، إذ تُعيد إحياء قصة حب خالدة بلغة فنية عالمية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة. ونظرًا لقيمتها الثقافية العالية، حصل هذا العمل على جائزة محمد بن راشد للغة العربية للتميّز الثقافي، في تقدير لدوره في تعزيز أهمية اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة.
مسرح من نوع خاص
ليست هذه مجرد خشبة مسرح تقليدية. فقد تم بناء مسرح مخصص فوق ملعب التنس في مدينة زايد الرياضية، ليتم تحويل المكان من ساحة رياضية إلى مركز فني ينبض بالموسيقى والدراما. ويزدان المسرح بأحدث تقنيات الإضاءة والمؤثرات البصرية الغامرة، ليمنح الحضور تجربة أوبرا سينمائية في الهواء الطلق وتحت سماء أبوظبي.
لقاء الشرق بالشرق: تعاون ثقافي عالمي
ما يميّز هذا العمل فعلًا هو طابعه الدولي. إذ تشارك أوركسترا لانتشو السيمفونية القادمة من الصين في تقديم العمل، لتضفي عليه لمسة موسيقية أوركسترالية ثرية. كما يشارك رهبان الشاولين الصينيون في عروض استعراضية قوية، تضيف بعدًا بصريًا وحركيًا مذهلًا للعرض.
ويجسد هذا التعاون الفني ثمرة أكثر من 40 عامًا من الشراكة الثقافية والاقتصادية بين الإمارات والصين، وهو دليل حيّ على قدرة الفن على بناء جسور التواصل بين الشعوب.
أكثر من مجرد عرض.. رسالة وحدة وإنسانية
وصفت إيمان السالم اتلاميد، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة “بداية” المنتجة للعمل، الأوبرا بأنها ليست مجرد عرض مسرحي، بل رؤية تتجاوز حدود الخشبة. وقالت:
“عنتر وعبلة ليست مجرد أوبرا، بل حكاية تتخطى كل الحواجز. إنها تُجسّد قدرة الفن العربي على مخاطبة العالم بأصالة ومعاصرة. برؤية مسرحية مبتكرة، نحول ملعب تنس إلى مسرح ضخم، مدعوم بتقنيات بصرية غامرة ومواهب عالمية. إنها رسالة من الإمارات تؤكد على الانفتاح والتنوع، وعلى أن الحب والإبداع قادران على جمع القلوب.”
وتهدف الأوبرا إلى ربط الأجيال الجديدة بتراثهم، ليس فقط من خلال اللغة والقصة، بل أيضًا عبر تقديم فن الأوبرا بطريقة حديثة ومبسّطة تجعل هذا الفن العالمي أقرب إلى جمهور اليوم وأكثر تفاعلًا معه.
الحب والتراث والإنسانية
في جوهرها، تروي قصة عنتر وعبلة ملحمة حب بكل أشكاله — من الحب العاطفي، إلى حب الوطن، وحتى الحب الإنساني الشامل. وتحمل هذه الأوبرا رسالة إنسانية عميقة مفادها أن الحب قوة تتجاوز الزمن والحدود والاختلافات، ويمكن أن يكون جسرًا للسلام والتفاهم بين الشعوب.
التذاكر والمواعيد
-
التواريخ: من 9 إلى 14 ديسمبر 2025
-
المكان: مسرح مخصص فوق ملعب التنس في مدينة زايد الرياضية، أبوظبي
-
التذاكر: متاحة الآن بعدة فئات تناسب مختلف الفئات والاهتمامات