تحت مظلة مدينة دبي الإنسانية، تواصل مبادرة «عين العالم» الإنسانية رسالتها النبيلة في مكافحة العمى القابل للعلاج، لتمنح الأمل والنور لآلاف المرضى في مناطق نائية وفقيرة حول العالم.
هذه المبادرة الفريدة تسهم في تقليص معاناة من حُرموا من الرؤية بسبب أمراض يمكن علاجها، وفي مقدمتها مرض المياه البيضاء (الكتاراكت)، الذي يُعد السبب الأول للعمى في العالم، ويؤثر على أكثر من 100 مليون شخص، رغم أن علاجه لا يتطلب سوى عملية بسيطة لا تتجاوز 20 دقيقة.
ورغم سهولة العلاج، إلا أن الملايين ما زالوا يعيشون في ظلام دائم بسبب ضعف الخدمات الصحية أو نقص الكوادر الطبية المؤهلة، ما يجعل العمى القابل للعلاج أحد أقسى مظاهر الفقر في العالم.
من هنا، برز اسم «فريق عين العالم» كمبادرة رائدة في هذا المجال، حيث تأسس في ديسمبر 2009، ونجح منذ ذلك الحين في إجراء أكثر من 125 ألف عملية عيون مجانية في عدة دول حول العالم، مستهدفاً المناطق الأكثر حرماناً من الرعاية الصحية.
ويعمل الفريق ضمن بيئة داعمة وفريدة توفرها مدينة دبي الإنسانية، التي تُعد مركزاً عالمياً للمبادرات الخيرية والمشاريع الطبية العابرة للحدود، حيث تُمكن مثل هذه القوافل من الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة لها.
ويمتاز فريق «عين العالم» بنهجه الشامل، فهو لا يكتفي بإجراء العمليات، بل يعمل أيضاً على بناء قدرات محلية وتدريب الكوادر الطبية لضمان استمرار الأثر الإنساني حتى بعد مغادرة الفريق.
وفي تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، قال الدكتور محمد هندي، مؤسس ومدير الفريق:
“نطمح إلى علاج مليون مريض بالعمى حول العالم. رسالتنا لا تقتصر على إجراء العمليات، بل نسعى لتقليص الفجوة بين الجهود المبذولة والتأثير الحقيقي في حياة الناس. كل عملية بالنسبة لنا هي حياة تُعاد ونور يعود.”
وأضاف أن اختيار دبي كنقطة انطلاق للمبادرة لم يكن مصادفة، بل نابع من الإيمان بدور هذه المدينة في دعم العمل الإنساني، وتوفير بيئة مثالية للمشاريع الطبية المبتكرة ذات البُعد العالمي.
بفضل إصرار الفريق ورسالة دبي الإنسانية، أصبحت «عين العالم» رمزاً للإنسانية العملية التي تتجاوز الحدود لتعيد النور والأمل، وتؤكد أن العمل الإنساني حين يُدار بشغف ورؤية، يصبح قادراً على تغيير العالم، عيناً بعين.
