السبت, 18 أكتوبر, 2025


افتتاح متحف زايد الوطني رسميًا في 3 ديسمبر 2025 في المنطقة الثقافية بالسعديات
en
16 أكتوبر 2025
متحف زايد الوطني

يفتتح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، أبوابه رسميًا في 3 ديسمبر 2025، في قلب المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في أبوظبي. ويُعد هذا الحدث محطة فارقة في مسيرة الدولة الثقافية، إذ يجسد المتحف تكريمًا لتاريخ الدولة وإرثها العريق، ويُخلّد رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

يمزج المتحف بين السرد التفاعلي، والتحف الأثرية، والفنون، وأحدث وسائل العرض التكنولوجية ليقدّم تجربة استكشافية شاملة للزوار من مختلف الأعمار والخلفيات.

رحلة عبر 300 ألف عام من التاريخ

يصطحب المتحف زواره في جولة عبر 300 ألف عام من تاريخ الوجود البشري على أرض الإمارات. ويضم المتحف أكثر من 3,000 قطعة أثرية، يُعرض منها ما يزيد على 1,500 قطعة تمثل مختلف العصور، من العصر الحجري القديم إلى العصر الإسلامي والتاريخ الحديث.

تتوزع هذه المقتنيات على صالات عرض تفاعلية تستخدم تقنيات بصرية وسمعية ولمسية لإحياء القصص والتجارب اليومية والروابط الثقافية التي شكّلت هوية الدولة على مر العصور.

تكريم إرث الشيخ زايد

في جوهره، يُعد المتحف تحية لرؤية وقيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ يعكس اهتمامه العميق بالإنسان، والتعليم، والبيئة، والمحافظة على التراث.

يتعرف الزوار على ملامح شخصية الشيخ زايد ومسيرته من خلال معروضات ومجسّمات ووثائق تسلط الضوء على دوره في تأسيس الدولة وبناء وحدتها، وما تركه من بصمات خالدة في وجدان شعب الإمارات.

صرح معماري مميز يعكس الهوية

يقع المتحف داخل تحفة معمارية من تصميم المهندس العالمي اللورد نورمان فوستر. استُلهم شكل المبنى من جناح الصقر أثناء التحليق، ما يعكس الطموح الإماراتي والارتباط العميق بالبيئة الطبيعية.

يمزج التصميم بين الجمال والوظيفة، حيث تعتمد الأبراج المعدنية الخمس على أنظمة تهوية طبيعية مستوحاة من العمارة التقليدية، إلى جانب ألوان صحراوية وخامات محلية تعزز التكامل مع البيئة المحيطة.

حديقة “المسار”: سيرة تُروى بين الطبيعة

تمتد حديقة المسار على طول 600 متر من ساحل السعديات حتى مدخل المتحف، وتُعد معرضًا مفتوحًا يروي سيرة الشيخ زايد وتاريخ دولة الإمارات من خلال النباتات المحلية، والأعمال الفنية، ونظام الري التقليدي (الأفلاج)، والعناصر الطبيعية والثقافية.

توفر الحديقة مساحة للتأمل والتواصل مع عناصر الطبيعة والهوية الإماراتية.

منصة ثقافية للأجيال القادمة

لا يقتصر دور المتحف على العرض فقط، بل يقدم برامج تعليمية وثقافية متنوعة تشمل ورش عمل، عروض حية، ومعارض مؤقتة تهدف إلى إلهام الجيل الجديد وتعزيز الحوار الثقافي.

ويمثل المتحف جزءًا أساسيًا من المنطقة الثقافية بالسعديات التي تضم أيضًا متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي المنتظر، ومتحف غوغنهايم أبوظبي، ليعزز مكانة العاصمة كمركز عالمي للثقافة والفن والمعرفة.

مع افتتاحه في ديسمبر 2025، سيكون متحف زايد الوطني رمزًا حيًا للفخر الوطني، حيث يلتقي الماضي بالحاضر والمستقبل، وتُروى قصة الإمارات بطرق تفاعلية تترك أثرًا دائمًا في وجدان الزوار.