تواصل دبي تعزيز مكانتها كمركز مالي عالمي، مع توسع مركز دبي المالي العالمي (DIFC) ونجاحه المستمر، ليصبح الوجهة الأولى للمؤسسات المالية العالمية العاملة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا (MEASA). ومع وجود أكثر من 8,000 شركة مسجلة نشطة، من بينها أكثر من 1,000 مؤسسة خاضعة لتنظيم سلطة دبي للخدمات المالية، بات المركز يحتضن أكبر تجمع للخبرات المتخصصة في القطاع المالي في المنطقة.
وقد عززت هذه الإنجازات من تصنيف دبي العالمي، حيث صعدت إلى المرتبة 11 ضمن مؤشر المراكز المالية العالمية، لتصبح من بين أفضل أربعة مراكز للتكنولوجيا المالية في العالم. كما تعاملت محاكم مركز دبي المالي العالمي مع قضايا تجاوزت قيمتها 17.5 مليار درهم منذ بداية العام، مما يرسخ دور المركز في تقديم حلول قانونية فعالة وشفافة للشركات العالمية والإقليمية.
محرك رئيسي لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية
تعكس هذه الإنجازات التحول النوعي لدبي كمركز عالمي للخدمات المالية، بما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33). وبهذه المناسبة، صرّح سعادة عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي:
“يواصل المركز ترسيخ مكانته كمحرّك رئيسي لنمو القطاع المالي، عبر استقطاب أفضل الكفاءات العالمية وتعزيز بيئة الأعمال الداعمة للابتكار. نحن لا نمنح التراخيص فقط، بل نوفّر منظومة متكاملة تدعم نمو وازدهار الشركات.”
نموذج يُحتذى به للمراكز المالية الناشئة
منذ تأسيسه عام 2004، نجح مركز دبي المالي العالمي من خلال هيئاته الثلاث: سلطة مركز دبي المالي العالمي، وسلطة دبي للخدمات المالية، ومحاكم مركز دبي المالي العالمي، في بناء منظومة متكاملة تجمع بين اليقين القانوني، والرقابة التنظيمية الصارمة، ومرونة بيئة الأعمال.
ويُعتبر هذا النموذج من أبرز النماذج الناجحة للمراكز المالية الناشئة عالمياً، حيث يجمع بين الابتكار، والحوكمة الرشيدة، والشفافية، ما يمكّن الشركات من النمو في بيئة داعمة وآمنة.
مركز مالي شامل يعمل عبر جميع القطاعات
يمتاز مركز دبي المالي العالمي بأنه المركز المالي الوحيد في المنطقة الذي يعمل على نطاق واسع عبر كافة القطاعات المالية، ويصل بشبكاته إلى أكثر من 77 دولة.
وقد صرّح سعادة عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي:
“تجاوز عدد الشركات المسجلة 8,000 شركة يُبرز مكانة المركز كمركز شامل ومتنوع. هذه القوة تُمكننا من دعم نمو اقتصاد دبي، والمساهمة في رسم ملامح مستقبل القطاع المالي العالمي.”
ويضم المركز مجموعة واسعة من الشركات العاملة في الخدمات المصرفية، وأسواق رأس المال، وإدارة الأصول والثروات، والتأمين، مما يجعله مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار والنمو المالي.
إطار تنظيمي موثوق يدعم التوسع العالمي
تواصل سلطة دبي للخدمات المالية (DFSA) تطوير استراتيجياتها وأطرها التنظيمية بما يواكب تطورات الأسواق العالمية، ويُعزز من قدرة المركز على استقطاب الشركات الكبرى.
وقال مارك ستيوارد، الرئيس التنفيذي للسلطة:
“تجاوز عدد المؤسسات الخاضعة للتنظيم 1,000 مؤسسة يُجسّد ثقة المؤسسات المالية العالمية بمنظومة مركز دبي المالي العالمي. نحن نوفّر بيئة مثالية للنمو، تمكّن الشركات من التوسع عالمياً والتواصل مع الأسواق والمستثمرين.”
كما تعمل السلطة على تحديث أطر عمل الصناديق المالية بهدف استقطاب مزيد من شركات إدارة الأصول، وصناديق التحوط، والاستثمارات البديلة، مما يعزز مكانة دبي كوجهة أولى لهذه الأنشطة.
منظومة قضائية عالمية تعزز اليقين القانوني
تلعب محاكم مركز دبي المالي العالمي دوراً محورياً في ترسيخ الشفافية والثقة، باعتبارها المحكمة التجارية الرائدة في المنطقة التي تعمل وفق نظام القانون العام باللغة الإنجليزية.
وقد بلغت قيمة القضايا التي تعاملت معها المحاكم منذ بداية العام أكثر من 17.5 مليار درهم، وهو ما يعكس حجم الثقة الإقليمية والعالمية بها.
وقال سعادة واين مارتن، رئيس المحاكم:
“الارتفاع في قيمة المطالبات يؤكد أن محاكم المركز تُعد خياراً موثوقاً ومفضلاً لحل النزاعات. هذا يعزز مكانة دبي كمركز مالي عالمي ومقر للأعمال الدولية.”
ما حققته دبي من تقدم ملحوظ في القطاع المالي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة استراتيجية مدروسة تجمع بين الحوكمة الرشيدة، والإطار التنظيمي القوي، والابتكار المتواصل. ومع استمرار نمو مركز دبي المالي العالمي، فإن الإمارة تمضي بخطى ثابتة نحو ريادة المشهد المالي العالمي، انطلاقاً من قلب منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
