تستعد أبوظبي لاستضافة النسخة الثانية من مؤتمر “سايبر كيو”، أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في الأمن السيبراني، والذي ينظمه مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات. تنطلق أعمال المؤتمر يوم الأربعاء المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، تحت شعار “حين يلتقي الكمّ والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني”، بمشاركة خبراء وقادة من أكثر من 100 دولة.
يركز المؤتمر هذا العام على التأثير المتزايد لتقنيات الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي على بنية الأمن السيبراني العالمي، وسيناقش موضوعات حساسة تشمل الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأتمتة الدفاعات، والانتقال إلى تقنيات ما بعد الكم، بالإضافة إلى استعراض التقدم في التشفير الكمومي والتقنيات المرتبطة به.
وأكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن انعقاد المؤتمر للعام الثاني يأتي ترجمة لتوجهات القيادة الرشيدة نحو ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للبيانات والابتكار الرقمي، قائلاً: “في ظل القدرات المتسارعة للحوسبة الكمومية، يجب إعادة النظر في أساليب التشفير التقليدية لمواكبة التحديات الجديدة.”
وسيضم المؤتمر جلسات تفاعلية وعروضاً عملية من مؤسسات رائدة، من بينها معهد الابتكار التكنولوجي، تركز على تطبيقات مثل توزيع المفاتيح الكمومية والاتصال المقاوم للهجمات الكمومية، إلى جانب أدوات حديثة لاكتشاف التشفير التلقائي وتقييم المخاطر.
كما سيُناقش المشاركون مستقبل تقنيات ما بعد التشفير الكلاسيكي، التي توفر حماية متقدمة ضد التهديدات الكمومية، وتُتيح مرونة تشفيرية تساعد على الانتقال السلس بين الخوارزميات بما يضمن استمرارية الأنظمة الرقمية وأمنها بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة.
ويستعرض المؤتمر أيضًا حلولًا واقعية من شركات متخصصة في تحليل المخاطر والامتثال التنظيمي وتكامل البنية التحتية الحديثة، بالإضافة إلى جلسات تركز على مواجهة التحديات الناشئة مثل الجريمة السيبرانية المنظمة، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الحماية السيبرانية.
ويُعد مؤتمر سايبر كيو 2025 منصة عالمية لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون بين الحكومات والخبراء والقطاع الخاص، في إطار سعي مشترك لبناء مستقبل رقمي آمن ومتين في عصر الكمّ والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد استضافة المؤتمر للسنة الثانية على التوالي التزام دولة الإمارات بتعزيز جاهزيتها الرقمية، وترسيخ مكانتها كقوة رائدة في صياغة مستقبل الأمن السيبراني إقليمياً وعالمياً.
