أفاد مركز محمد بن راشد للفضاء، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أن القمر الاصطناعي “فاي-1” سينطلق اليوم من قاعدة فاندنبرغ الجوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي هذا الإطلاق ضمن مبادرة استضافة الحمولات الفضائية، التي ينفذها المركز بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، والتي تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الدول والمؤسسات لتجربة ابتكاراتها في الفضاء.
ويُعد “فاي-1” محطة بارزة في مسيرة دولة الإمارات نحو فتح أبواب الفضاء أمام الشركاء العالميين، ودعم الجهود الدولية في مجالات البحث والتطوير الفضائي. وقد تم تطوير وتجميع القمر الاصطناعي بالكامل داخل منشآت المركز في دبي، بما يعكس التزام الدولة بدعم الابتكار وإشراك المجتمع العلمي الدولي في استكشاف الفضاء.
منصة فضائية للتجارب والأبحاث العالمية
يُصنّف “فاي-1” كقمر اصطناعي من نوع CubeSat بحجم 12U، ويزن حوالي 20 كيلوجرامًا، ومن المتوقع أن يعمل لمدة تقارب العام. وقد صُمم خصيصًا لتمكين الشركاء من اختبار تقنيات حديثة في مدار منخفض حول الأرض.
ومن خلال هذه المهمة، يوفر مركز محمد بن راشد للفضاء بيئة داعمة للأبحاث العلمية والتعليم والابتكار الفضائي، ويساهم في تنمية القدرات المحلية والدولية في مجالات هندسة الأقمار الصناعية، وتحليل البيانات، وتشغيل المهمات الفضائية في الوقت الفعلي.
ويحمل القمر “فاي-1” مجموعة من الحمولات التجريبية التي تعكس التعاون الدولي، منها:
-
“أمان” من وكالة البحرين للفضاء، وهي برمجية لتشفير البيانات،
-
نظام اتصالات بتقنية LoRa للاتصالات اللاسلكية بعيدة المدى من شركة “أنتاريكشيا براتيشتان” في نيبال،
-
حمولة من المركز نفسه وهي كاميرا فيديو متطورة مخصصة للتصوير الفضائي عالي الدقة، لدعم المراقبة الأرضية والتعليم والتجارب المستقبلية،
-
بالإضافة إلى حمولة “لونا” من أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، وهي دارة إلكترونية تقيس درجات الحرارة وتساعد في تحديد اتجاه القمر الاصطناعي.
مشروع إماراتي بامتياز
تم تصميم وبناء القمر “فاي-1” بالكامل في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بالتعاون مع عدد من الشركاء خلال مراحل التصميم والاختبار والتحضير. وقد تولى المركز مسؤولية الدعم الفني الكامل لضمان تكامل جميع الحمولات وتحقيق أهدافها التشغيلية.
وبعد استقراره في مدار منخفض على ارتفاع يبلغ نحو 500 كيلومتر، سيبدأ القمر في إرسال البيانات إلى محطة التحكم التابعة للمركز، ليتم تحليلها ومشاركتها مع الجهات المعنية، دعماً للأبحاث العلمية القادمة.
تُجسد هذه المهمة الطموحة الدور المتنامي لدولة الإمارات في بناء منظومة فضائية عالمية تقوم على أسس التعاون وتبادل الخبرات، وتسعى إلى تسخير الفضاء لخدمة التقدم البشري والعلمي.