أعلن سعادة ناصر النيادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، عن أداء استثنائي خلال عام 2024 شكّل نقلة نوعية في حجم وتأثير إنجازات المؤسسة، ما يعكس الزخم المتسارع الذي تشهده دبي في طريقها نحو ترسيخ مكانتها كمركز اقتصادي وبحري عالمي.
وأكد النيادي أن الخطط التطويرية للمؤسسة انطلقت من الرؤية والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهي الرؤية التي مكنت المؤسسة من تعزيز دورها كمحرّك رئيسي لاقتصاد دبي ورافد مالي واستراتيجي للموازنة العامة. فقد ساهمت المؤسسة في تسهيل عمليات تجارية وصلت قيمتها إلى 708 مليارات درهم خلال عام 2024، مما جعلها ركيزة أساسية في استمرار تقدم دبي وتصدرها لمؤشرات النمو والاستدامة والتنافسية على مستوى العالم.
مسيرة تاريخية تمتد لـ 138 عاماً
جاءت تصريحات سعادته خلال لقاء إعلامي موسّع نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ضمن سلسلة “جلسة مع مسؤول”، بحضور نخبة من القيادات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية.
واستعرض النيادي تاريخ المؤسسة الذي يعود إلى عام 1886، عند تأسيس دائرة الفرضة على ضفاف خور دبي، والتي كانت النواة الأولى لحركة التجارة في الإمارة. وانطلقت من موارد بسيطة وإمكانات محدودة لتصبح اليوم إحدى أعرق المؤسسات الحكومية في المنطقة، ويُشار إليها بـ”أم الدوائر الحكومية” في دبي، كونها كانت البداية لتحول كبير جعل من دبي مركزاً تجارياً وملاحياً عالمياً.
وقال النيادي: “منذ عام 1886 وحتى اليوم، تواصل المؤسسة تجسيد رؤية دبي في أن تكون المدينة الأسرع نمواً، والأكثر أمناً واتصالاً في العالم، وذلك من خلال رؤية قيادية طموحة واستثمار دائم في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والاستدامة”، مشدداً على أن المؤسسة تسير بخطى ثابتة لجعل دبي المركز العالمي الأول في تطوير الموانئ وإدارة التجارة البحرية الذكية.
منظومة اقتصادية متكاملة تدعم اقتصاد دبي
وأشار النيادي إلى أن المؤسسة أصبحت اليوم داعماً رئيسياً لاقتصاد الإمارة، ليس فقط من خلال إشرافها على المنطقة الحرة في جبل علي (جافزا) – وهي الأكبر من نوعها في العالم – بل لأنها تحتضن منظومة اقتصادية متكاملة تضم أكثر من 12 ألف شركة إقليمية وعالمية وتوفر أكثر من نصف مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
كما كشف عن خطة لإعادة هيكلة جافزا بهدف إتاحة مساحات توسعية جديدة مجهّزة بأحدث البنى التحتية، ما سيعزز قدرة دبي على استقطاب الشركات ويعيد رسم خريطة الاستثمار للـ50 عاماً المقبلة.
وأكد: “نحن نتعامل مع كل رقم نحققه كنقطة انطلاق لتحدٍّ جديد. المنافسة الحقيقية هي مع أنفسنا ومع سقف الإنجاز الذي نرفعه كل عام”.
شبكة موانئ عالمية لا تغيب عنها الشمس
وتدير دبي حالياً عمليات في أكثر من 146 ميناء في 76 دولة حول العالم، من خلال شبكة بشرية تضم 155 ألف موظف، مما أكسبها لقب “الموانئ التي لا تغيب عنها الشمس”، في إشارة إلى استمرار حركتها البحرية على مدار الساعة عبر مناطق زمنية متعددة.
وتضم محفظة الموانئ التابعة للمؤسسة كلاً من: ميناء راشد، ميناء الحمرية، وميناء جبل علي الذي يُعد من أكبر موانئ الشحن في العالم، إلى جانب عدد من المرافق المحلية التي تدعم أنشطة الصيد والتجارة البحرية والترفيهية.
“كود دبي للموانئ”… مشروع عالمي فريد
وتطرق النيادي إلى أبرز المبادرات الجديدة التي أطلقتها المؤسسة خلال عام 2025 دعماً لأهداف أجندة دبي الاقتصادية D33، وفي مقدمتها مشروع “كود دبي للموانئ”، الأول من نوعه على مستوى العالم. ويهدف المشروع إلى أن يكون دليلاً شاملاً لتطوير البنية التحتية للموانئ والمراسي والأنشطة البحرية، ليس فقط في دبي، بل على مستوى العالم.
وسيقدم الكود إطاراً موحداً ومتكاملاً يشمل المواصفات الفنية والمعايير الخاصة بتطوير وإدارة الموانئ والمراسي، مع تضمينه لأفضل الممارسات العالمية والمعايير الهندسية المعتمدة في القطاع البحري.
تحول رقمي شامل بقيادة الذكاء الاصطناعي
وأكد النيادي أن المؤسسة تطبق استراتيجية رقمية طموحة تشمل الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، الأمن السيبراني، والبنية السحابية، من خلال عدد من المشاريع النوعية، منها:
-
“عين الميناء”: منظومة مراقبة ذكية تعتمد على طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي لفحص البنية التحتية وضمان سلامة العمليات البحرية.
-
“مرسى”: منصة موحدة ذكية لإدارة وتأجير المراسي، تقلل من الإجراءات الورقية وتُسرّع الخدمات بشكل كبير.
-
“ديچيتال 04”: شركة وطنية تقدم حلولاً رقمية متقدمة تسهم في إحداث نقلة نوعية في إدارة التجارة والعمليات البحرية على مستوى العالم.
دبي وجهة عالمية لليخوت الفاخرة
واختتم النيادي بالإشارة إلى النمو القياسي الذي شهده قطاع اليخوت الأجنبية في دبي، حيث ارتفع عدد اليخوت الوافدة بنسبة 149% خلال النصف الأول من عام 2025، حيث استقبلت دبي 97 يختاً مقارنة بـ39 يختاً في نفس الفترة من عام 2024.
وقال إن هذا النمو يعكس الثقة الدولية المتزايدة في دبي كمحطة رئيسية للسياحة البحرية الفاخرة، مدعوماً بالبنية التحتية المتطورة والخدمات العالمية والمعالم السياحية التي تجعل من الإمارة واحدة من أبرز وجهات اليخوت على مستوى العالم.