في إنجاز زراعي يُجسّد الطموح والابتكار، تمكن المزارع الإماراتي أحمد الحفيتي من تحقيق ما كان يعتبر صعباً: زراعة نبتة الفانيليا، إحدى أكثر النباتات حساسية وطلباً في العالم، على أرض الإمارات.
من خلال توظيف تقنيات ذكية وحلول طبيعية، استطاع تحويل البيئة المحلية في الفجيرة إلى مساحة خصبة لنمو نباتات استوائية، ليبرهن أن الإمارات ليست فقط أرضاً صالحة للزراعة، بل أيضاً منصة للتجارب الناجحة في الزراعة المتخصصة والمستدامة.
تهيئة بيئة مثالية لزراعة الفانيليا في الإمارات
تُعرف نبتة الفانيليا بحساسيتها العالية تجاه درجات الحرارة وحاجتها إلى ظروف مناخية معينة، لكنها وجدت في الفجيرة بيئة مناسبة بفضل سلسلة من التجارب التي اعتمدت على دمجها مع أشجار مثل الموز والبامبو، والتي وفّرت لها الظل والدعم الطبيعي للنمو.
النباتات بدأت بالنمو وتكوين الأوراق، ومن المتوقع أن تصل إلى مرحلة الإنتاج خلال عام، مع العلم أن أزهارها تحتاج إلى التلقيح اليدوي بدقة عالية.
حلول طبيعية ذكية لتحديات الحرارة
خلال فصول الصيف، لاحظ المزارع أن المياه المخزّنة في الخزانات تزداد حرارتها إلى مستويات قد تؤثر سلباً على النباتات الاستوائية. وبدلاً من اللجوء إلى أنظمة تبريد مكلفة، ابتكر حلاً طبيعياً من خلال استخدام مياه أحواض الأسماك، الغنية بالمعادن وذات حرارة معتدلة.
هذا النظام، المعروف باسم الزراعة السمكية (Aquaponics)، ساهم في تحسين نمو عدة محاصيل، من بينها الفانيليا والكاكاو والفستق، وأصبح عنصراً أساسياً ضمن منظومة الزراعة المتكاملة في المزرعة.
مزرعة مستدامة تجمع مئات الأنواع النادرة في بيئة واحدة
بدأ المشروع كمشتل صغير في أحد أودية الفجيرة، لكنه تحوّل إلى مشروع متكامل يحمل اسم “بوتانيكال فارم”، ويُعد اليوم أول مزرعة تعليمية من نوعها في الدولة، تحتوي على أكثر من 500 نوع من الأشجار والنباتات النادرة، جُلِبت من مختلف أنحاء العالم.
تعتمد المزرعة على الطاقة الشمسية وتُدار وفق نظام زراعة عضوية 100%، وتضم تنوعاً نباتياً استثنائياً يشمل المانجو، الأفوكادو، فاكهة الباشن، النوني، القرفة، الفلفل الأسود، الكاجو، التمر الهندي، وأوراق الغار، إلى جانب الفواكه الاستوائية والمكسرات.
وقد تم تصميم بيئة موحدة للنباتات تقوم على الظل، والرذاذ الاصطناعي، والتربة المتوازنة، دون الحاجة إلى بيوت محمية مكلفة، مما ساعد في نجاح الزراعة بكفاءة وبتكلفة منخفضة.