الإثنين, 15 ديسمبر, 2025


الأمن يصنع النمو: دراسة لـ EY تكشف الأثر الاقتصادي والاجتماعي لشرطة دبي
en
15 ديسمبر 2025
شرطة دبي

دراسة جديدة أعدتها شركة EY (إرنست ويونغ) بالتعاون مع شرطة دبي كشفت عن أرقام ومعطيات تؤكد الأثر الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي توفره البيئة الآمنة في دبي، وهي نتيجة مباشرة للجهود المتواصلة التي تبذلها شرطة دبي لضمان الأمن والأمان للمقيمين والزوار على حد سواء.

وتؤكد هذه الدراسة ما يعرفه الكثيرون مسبقًا: أن دبي مدينة استثنائية، وأن الأمن هو أحد أهم ركائز نجاحها واستدامتها.

تطور شرطة دبي: من مركز نايف إلى نموذج عالمي

تأسست شرطة دبي في عام 1956، وكانت انطلاقتها من مركز شرطة نايف التاريخي، قبل أن تنتقل إلى مقرها الحالي في عام 1973.

ومنذ ذلك الحين، شهدت الشرطة تطورًا هائلًا، لتتحول إلى واحدة من أبرز مؤسسات الأمن الحديثة على مستوى العالم.

هذا التحول لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، ودعمه الدائم وغير المحدود لشرطة دبي.

وقد استثمرت شرطة دبي بشكل كبير في تطوير قدراتها، من خلال برامج تدريب وتأهيل متواصلة، واعتماد أحدث التقنيات، إلى جانب بناء جسور الثقة مع المجتمع.

الأمن في دبي: رافعة للنمو الاقتصادي

خلصت دراسة EY إلى أن الأمن في دبي لا يُعد فقط ضرورة اجتماعية، بل هو أيضًا محرك اقتصادي أساسي، يعزز من مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار.

واعتمدت الدراسة على نموذج اقتصادي دقيق، مستند إلى بيانات من 50 دولة بين عامي 1995 و2021، وتوصلت إلى نتائج بارزة.

مساهمة الأمن في الناتج المحلي الإجمالي

تشير الأرقام إلى أن انخفاض معدلات الجريمة في دبي ساهم في دعم الاقتصاد المحلي بما يتراوح بين 63.9 مليار درهم و102.3 مليار درهم في عام 2024، وهو ما يمثل نسبة تتراوح بين 14% و23% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.

وباعتبارها الركيزة الأساسية في منظومة الأمن والعدالة، فقد بلغت المساهمة المباشرة لشرطة دبي في الناتج المحلي الإجمالي ما بين 31.8 مليار درهم و50.9 مليار درهم سنويًا، أي ما يعادل نسبة 7% إلى 11% من إجمالي الناتج المحلي.

وتعكس هذه الأرقام الدور الحيوي الذي تلعبه شرطة دبي في دعم عجلة التنمية الاقتصادية.

تعزيز السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر

لم يقتصر تأثير الأمن على الاقتصاد العام فقط، بل امتد ليشمل قطاعات حيوية كالسياحة والاستثمار الأجنبي المباشر:

  • السياحة: ساهمت بيئة الأمن في استقطاب 7 إلى 12 مليون سائح إضافي سنويًا، تُقدر مساهمة شرطة دبي منهم بحوالي 4 إلى 6 ملايين سائح، أي ما يعادل نسبة 19% إلى 33% من إجمالي عدد السياح.

  • الاستثمار الأجنبي المباشر: البيئة الآمنة جذبت استثمارات إضافية تتراوح بين 3.6 مليار و5.8 مليار درهم في عام 2024. وتُقدر مساهمة شرطة دبي في هذا الجانب بما بين 1.8 مليار و2.9 مليار درهم، أي نحو 1% إلى 2% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية.

وهذا يدل على أن المستثمرين يرون في دبي بيئة آمنة ومستقرة تشجع على ضخ الاستثمارات طويلة الأمد.

دور شرطة دبي في الأمن المجتمعي

لا يقتصر دور شرطة دبي على مكافحة الجريمة، بل يمتد إلى تعزيز الأمن المجتمعي من خلال برامج ومبادرات توعوية، تهدف إلى بناء الثقة بين الشرطة والمجتمع بمختلف فئاته.

وتعتمد الشرطة على نهج استباقي في التعامل مع التحديات الأمنية، من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر المحتملة واتخاذ إجراءات وقائية فعالة.

استخدام التكنولوجيا المتقدمة

تولي شرطة دبي اهتمامًا بالغًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال الأمن، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

كما تستخدم الطائرات بدون طيار (الدرون) في عمليات المراقبة والتفتيش، ما يساعد على تغطية مناطق واسعة بسرعة وكفاءة.

هذه التقنيات ساعدت الشرطة على رفع كفاءتها، وتسريع الاستجابة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمجتمع.

شراكة فعالة مع المجتمع

تؤمن شرطة دبي بأهمية الشراكة مع المجتمع كركيزة لتحقيق الأمن والاستقرار.

وتحرص على التواصل المستمر مع المواطنين والمقيمين، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وإشراكهم في جهود مكافحة الجريمة.

كما تنظم الشرطة فعاليات توعوية في المدارس والجامعات والمراكز التجارية، لنشر الثقافة الأمنية وتعزيز حس المسؤولية المشتركة.

مستقبل الأمن في دبي

تتطلع شرطة دبي إلى مواصلة جهودها في تعزيز الأمن والأمان، من خلال تطوير قدراتها، وتوظيف أحدث التقنيات، وتوسيع الشراكات المجتمعية.

وتهدف إلى أن تكون دبي من أكثر مدن العالم أمانًا، وتقديم خدمات أمنية استثنائية للمواطنين والمقيمين والزوار.

وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها حتى الآن، لا شك أن شرطة دبي قادرة على تحقيق هذا الهدف الطموح، لتبقى الأمن ركيزة أساسية للنمو والازدهار في دبي.