الجمعة, 26 ديسمبر, 2025


الإمارات وجهة عالمية للفخامة والعقارات ذات العلامات التجارية
en
22 ديسمبر 2025
دبي

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2025 تحولاً نوعياً في سوق العقارات، عزز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية للمعيشة الفاخرة، خاصة مع النمو المتسارع في قطاع الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية.

وبحسب تقرير صادر عن شركة “سي بي آر إي” تحت عنوان «الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية في الإمارات: مغناطيس عالمي للفخامة ومحرك للعلاوات السعرية»، فإن هذا التحول يرتكز على أسس اقتصادية قوية، وتدفقات مستمرة من الأفراد ذوي الثروات العالية، بالإضافة إلى البيئة الاستثمارية المستقرة والجاذبة التي توفرها الإمارات.

أسس اقتصادية قوية

يعزو التقرير هذا النمو المتسارع في سوق العقارات الفاخرة إلى قاعدة اقتصادية مرنة. إذ تم رفع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2026 إلى 5.3%، مدفوعة بالقطاعات غير النفطية التي أصبحت تساهم بنسبة قياسية بلغت 77.5% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.

ويعزز هذا الأداء المالي القوي ميزانية اتحادية متوقعة بإيرادات تصل إلى 92.4 مليار درهم، إلى جانب تصنيفات ائتمانية سيادية عالية من أبرز وكالات التصنيف العالمية، ما يخلق بيئة مثالية للمستثمرين العالميين الباحثين عن الاستقرار والعوائد طويلة الأجل.

تدفق الأفراد ذوي الثروات العالية

من أبرز المحركات لنمو سوق العقارات الفاخرة في الإمارات هو تزايد تدفق الأفراد من أصحاب الثروات العالية. وتُشير التقديرات إلى أن ما بين 9,800 و13,000 مليونير جديد انتقلوا إلى الإمارات خلال عام 2025، مدفوعين ببرامج مثل التأشيرة الذهبية، والبنية التحتية المتطورة، ونمط الحياة عالي الجودة.

ويبرز في هذا السياق، صعود فئة “المليونيرات العاديين” – أي من تتراوح ثرواتهم بين مليون إلى 5 ملايين دولار – والذين يشكلون اليوم الفئة الأكثر طلباً على الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية، نظراً لما توفره من جودة مضمونة، وخدمات راقية، وتجربة سكنية متكاملة وسهلة الإدارة.

دبي تتصدر المشهد العالمي للعقارات الفاخرة

أصبحت دبي المحور الأبرز في هذا الازدهار، متفوقة على أسواق عريقة مثل لندن ونيويورك وميامي، سواء من حيث حجم المشاريع أو تنوعها.

فخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، ارتفعت قيمة مبيعات الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية في دبي بنسبة 51% لتصل إلى 50 مليار درهم (نحو 13.6 مليار دولار)، كما ارتفع عدد المعاملات بنسبة 26%.

وكانت الفلل الفاخرة في مقدمة هذا الأداء الاستثنائي، حيث سجلت نمواً غير مسبوق بنسبة 335% في عدد المعاملات، مع أسعار بيع بلغت في بعض المشاريع 17.3 مليون درهم للوحدة الواحدة. ويقبل المشترون حالياً على دفع علاوة سعرية تصل إلى 64% مقابل هذه الوحدات، خصوصاً تلك المرتبطة بعلامات سيارات فاخرة مثل بوغاتي ولامبورغيني.

ومن المتوقع أن تشهد دبي تسليم أكثر من 31,300 وحدة سكنية ذات علامة تجارية بحلول عام 2030، تشكل الشقق نحو 95% منها، وتستحوذ هذه الوحدات على نحو 8% من إجمالي المشاريع السكنية الجديدة في الإمارة.

أكثر من مجرد عقار: تجربة حياة متكاملة

لا تقتصر جاذبية دبي على المباني الفاخرة، بل تتجاوزها إلى تجربة سكنية متكاملة. حيث تضم الإمارة اليوم أكثر من 48,474 وحدة سكنية ذات علامة تجارية موزعة على 144 مشروعاً، كما أضيف إليها أكثر من 5,500 وحدة جديدة خلال النصف الأول من عام 2025 فقط.

وقد تطور هذا المفهوم من الشراكات التقليدية مع علامات الضيافة مثل فور سيزونز وريتز كارلتون، ليشمل أسماء رائدة في عالم الموضة مثل أرماني وميسوني، وعلامات سيارات عالمية مثل مرسيدس بنز وبوغاتي، بالإضافة إلى علامات أسلوب حياة راقٍ مثل سيكس سينسز وسيبرياني.

ويُبدي المشترون استعداداً لدفع علاوات تتراوح بين 40% و60% لهذه الوحدات، بدافع الولاء للعلامة التجارية، وتوقعاتهم بتجربة سكنية مميزة وقيمة إعادة بيع عالية في المستقبل.

نمو استراتيجي مدعوم بتخطيط طموح

نجاح دبي في هذا القطاع ليس وليد الصدفة، بل نتيجة مزيج مدروس من السياسات الجاذبة للمستثمرين، والتخطيط الحضري الطموح، والتشريعات المرنة.

توفر دبي مزايا كبيرة مثل التملك الأجنبي الكامل، وعدم فرض ضرائب على الدخل، والتأشيرات الذهبية طويلة الأجل، إلى جانب ارتباطها القوي بالاقتصاد العالمي والبنية التحتية الفاخرة.

كما يدعم “مخطط دبي الحضري 2040” هذا التوجه عبر تعزيز النمو المستدام، والصحة العامة، وبناء مجتمعات متكاملة.

وقد سجلت دبي في عام 2024 بيع 13,000 وحدة سكنية فاخرة تحمل علامات تجارية بقيمة 60 مليار درهم، ما يمثل 8.5% من إجمالي قيمة المعاملات العقارية في المدينة، بزيادة سنوية بلغت 43%.

أبوظبي: الهدوء الحصري والفخامة الراقية

رغم زخم دبي، تقدم أبوظبي نموذجاً مغايراً، يركز على الفخامة الهادئة والحصرية. فقد ارتفعت معاملات الوحدات ذات العلامات التجارية في العاصمة بنسبة 126%، خاصة في مناطق مثل جزيرة السعديات وياس والمارية.

وسجلت هذه الوحدات علاوة سعرية قياسية بلغت 87% مقارنة بالوحدات التقليدية، ما يعكس الندرة في المعروض الفاخر، وزيادة الطلب على خدمات سكنية عالمية المستوى. ويتوقع أن تمثل الوحدات السكنية غير الفندقية ذات نمط الحياة نحو 44% من المعروض الجديد بحلول عام 2027، مدعومة بمشاريع ضخمة مثل مدينة ديزني المرتقبة.

رأس الخيمة: وجهة الفخامة الصاعدة

أما رأس الخيمة، فهي تشهد تحولاً جذرياً لتصبح وجهة فاخرة جديدة على خارطة العقارات العالمية. وكان إعلان مشروع “وين المرجان” نقطة انطلاق لهذا التحول.

وشهد مشروع “موندريان المرجان” بيع وحدات بقيمة 704 ملايين درهم خلال ساعات قليلة، ما يعكس شهية قوية من المستثمرين الدوليين على هذا النوع من المشاريع غير التقليدية. ومن المتوقع أن ترتفع مساهمة الوحدات ذات العلامات التجارية من 20% حالياً إلى 54% من المعروض الجديد بحلول عام 2030.

فصل جديد في العقارات الإماراتية

يعكس ازدهار الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية في الإمارات تحولاً عميقاً في سلوك المستثمرين العالميين، إذ لم يعد شراء العقار مجرد تملك لمساحة، بل استثمار في نمط حياة وهوية ومجتمع.

وتقود دبي هذا التحول على مستوى العالم، في حين توفر أبوظبي تجربة فريدة من الرفاهية الهادئة، وتواصل رأس الخيمة صعودها اللافت كوجهة جديدة للمستثمرين.