الثلاثاء, 08 أبريل, 2025


الإمارات تحتفي باليوم العالمي للتوحد: جهود رائدة لدمج وتمكين أصحاب الهمم
أبريل, 2025

تحتفل دولة الإمارات اليوم باليوم العالمي للتوحد، الذي يصادف الثاني من أبريل من كل عام، تأكيداً على التزامها بتوفير بيئة داعمة لذوي اضطراب طيف التوحد وتعزيز اندماجهم في المجتمع. وتأتي هذه الجهود في إطار حرص الدولة على تمكين أصحاب الهمم، وتعزيز تكافؤ الفرص في مختلف المجالات، بما يضمن لهم مستقبلاً أكثر إشراقاً.

برامج متطورة لرعاية وتأهيل ذوي التوحد

تقدم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم برامج تأهيل متكاملة وفق معايير عالمية، يستفيد منها 522 طالباً من ذوي التوحد عبر مراكزها في إمارة أبوظبي، بواقع 221 طالباً في مركز أبوظبي للتوحد، و167 في مركز العين، و91 في مركز غياثي، إضافة إلى توزيع آخرين على مراكز أبوظبي للرعاية والتأهيل، السلع، القوع، المرفأ، والوقن.

أهمية التوعية والتدخل المبكر

أكدت عائشة المنصوري، مديرة مركز أبوظبي للتوحد، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات (وام)، على أهمية دور المجتمع في دعم ذوي التوحد، مشيرة إلى أن التوعية الشاملة تُعد الخطوة الأولى نحو تحقيق الدمج الفعّال، سواء في المدارس أو المجتمع ككل. وأوضحت أن الكشف المبكر يلعب دوراً محورياً في تسهيل دمج المصابين بالتوحد، مشددة على أن التدخل العلاجي المبكر يسهم في تطوير المهارات التعليمية والاجتماعية للأطفال.

استراتيجيات متقدمة في التعليم والتأهيل

يستقبل مركز أبوظبي للتوحد الطلاب من عمر 3 إلى 5 سنوات في مرحلة التدخل المبكر، ومن 5 إلى 15 سنة في مرحلة التعليم، فيما يتم التركيز على التدريب والتأهيل للطلاب ما فوق 15 عاماً. ويعتمد المركز أحدث الأساليب العلاجية، مثل تحليل السلوك التطبيقي، وبرامج تعديل السلوك، والتكنولوجيا المساعدة، إضافة إلى توظيف اللوحات الذكية في التعليم.

كما يوفر المركز سبع خدمات رئيسية تشمل:

  • التقييم والتشخيص

  • التدخل المبكر

  • التعليم والتأهيل

  • الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية

  • الدمج

  • الإرشاد النفسي والاجتماعي

  • التوظيف

ويعتمد المركز برامج تأهيلية عالمية مثل برنامج تيتش، وبرنامج لوفاس، وبرنامج بيكس، وبرنامج تحليل السلوك التطبيقي، والتي يتم تخصيصها وفقاً لاحتياجات كل طالب.

“جسور الأمل”: تمكين الأسر وتدريب أولياء الأمور

تقدم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم برنامج “جسور الأمل”، وهو مبادرة إرشادية تهدف إلى تدريب أولياء الأمور على كيفية التعامل مع أبنائهم المصابين بالتوحد. ويشمل البرنامج ورش عمل، واستشارات نفسية واجتماعية، وتدريبات عملية لمساعدة الأسر على إدارة السلوكيات الصعبة وتوفير بيئة داعمة لأطفالهم.

وقد تم تنفيذ دورات البرنامج محلياً، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل دولية، مثل البرامج المخصصة لأسر الأطفال ذوي التوحد في جمهورية مصر العربية.

قصص نجاح وشهادات ملهمة

أشادت عدد من الأمهات بالدور الذي يلعبه مركز أبوظبي للتوحد في تحسين حياة أطفالهن. حيث أوضحت والدة حمدان راشد العامري أن ابنها شهد تقدماً ملحوظاً في النطق والسلوك منذ التحاقه بالمركز قبل ست سنوات. كما أكدت والدة ميثاء وليد المالود أن تجربة ابنتها مع المركز كانت نقطة تحول إيجابية بعد تجارب غير ناجحة في أماكن أخرى.

من جهته، شدد زايد الجابر، أول خريج من كلية التربية الخاصة بجامعة الإمارات ضمن مبادرة توطين مهنة معلم التربية الخاصة، على أهمية تكاتف المجتمع لدعم ذوي التوحد، مؤكداً أن توفير بيئة تعليمية متخصصة يسهم في تمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

التزام إماراتي مستمر بدعم أصحاب الهمم

تعكس جهود الإمارات في دعم ذوي اضطراب طيف التوحد التزامها بتعزيز الشمولية والتمكين الاجتماعي. ومن خلال البرامج المتقدمة والتدريب المستمر والتوعية المجتمعية، تسعى الدولة إلى خلق بيئة تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلاً أكثر إشراقاً.