الجمعة, 11 يوليو, 2025


نخيل واحات العين.. بشائر موسم لأجود أنواع الرطب الإماراتي
en
يوليو, 2025
نخيل واحات العين

مع كل صيف، تبعث واحات النخيل في العين الحياة في قلوب أهلها من جديد، حين تمتلئ أشجارها بثمار الرطب اليانعة التي طالما كانت رمز الخير والبركة. هذه الواحات لا تقف عند حدود كونها مزارع نخيل فقط، بل هي شاهد حي على تاريخ طويل من الصبر والارتباط بالأرض.

في هذه الأيام، بدأ المزارعون بقطف أولى بشائر موسم الرطب، وخاصة رطب النغال المعروف بلونه الذهبي الجميل وطعمه الذي لا يقاوم. وبحسب مبارك الكتبي، مدير إدارة الأفلاج والواحات في بلدية العين، فإن هذا الإنتاج الوفير ليس وليد الصدفة، بل ثمرة دعم مستمر من القيادة الرشيدة وحرصها على تطوير القطاع الزراعي عبر الجمع بين التقنيات الحديثة وأساليب الري التقليدية للحفاظ على جودة الإنتاج وزيادة كمياته.

ويضيف الكتبي أن الرعاية الدائمة للأفلاج وتقليم الأشجار والاهتمام بالمزارعين كان لها الدور الأكبر في استدامة هذا الإرث الزراعي الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي لم يكتفِ بالتوجيه بل شارك بنفسه في حفر بعض الأفلاج، ليضمن وصول المياه إلى كل نخلة.

أما هادي المسافري، مرشد الواحات بمنطقة العين الخضراء، فيقول إن واحات العين كانت دائماً ملاذاً لأهلها من حرارة الصيف ومصدراً لغذائهم ورزقهم، قبل أن تصبح اليوم معلماً ثقافياً يجذب الزوار. ويضيف: «هذه الواحات ليست مجرد نخيل يثمر، بل هي حكاية أجدادنا، كيف عاشوا واعتاشوا، وكيف صنعوا من الصحراء جنةً خضراء».

وتواصل بلدية العين جهودها في تقديم الرعاية لملاك المزارع من خلال المتابعة الدورية لأعمال الري والوقاية لضمان بقاء هذه الثروة الوطنية. ومن أشهر أنواع الرطب التي تنتجها مزارع العين الخلاص، الفرض، الخنيزي، بومعان، والنغال، وكل نوع منها يحمل في مذاقه قصة أرض سقتها أيادي الأجداد بالحب والتعب.

فواحات العين اليوم لا تقدم فقط أجود أنواع الرطب، بل تروي دروساً في الصبر والعطاء والعيش بكرامة مع الطبيعة، تماماً كما أراد لها الشيخ زايد أن تكون.. رمزاً للحياة والأصالة والخير المستمر.