
في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز الريادة التربوية وقيادة التغيير في القطاع التعليمي، أطلقت جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم رسمياً مبادرة تطوير مهني جديدة بعنوان «روّاد التميز التربوي التنفيذي»، بالتعاون مع كلية الإمارات للتطوير التربوي. وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى تمكين نخبة مختارة من المعلمين الفائزين بالجائزة وتزويدهم بالأدوات والرؤى التي تؤهلهم لإحداث تحوّل نوعي ومستدام في بيئاتهم التعليمية.
وقد انطلقت المبادرة من إمارة أبوظبي، بمشاركة مجموعة متميزة من المعلمين الحاصلين على الجائزة من مختلف دول العالم. وشهدت زيارتهم إلى دولة الإمارات برنامجاً تدريبياً مكثفاً جمع بين التأهيل الأكاديمي والتجربة الثقافية الغنية، بهدف تعميق الفهم المهني وتعزيز الارتباط الإنساني بقيم التعليم المرتكز على الإنسان.
وأكد الدكتور حمد أحمد الدرمكي، الأمين العام للجائزة، أن البرنامج يجسد رؤية قيادة دولة الإمارات في تطوير التعليم من خلال نشر ثقافة التميز والابتكار. وأشار إلى أن المعلمين اليوم ليسوا مجرد ناقلي معرفة، بل صُنّاع تغيير، قادرون على قيادة الأجيال القادمة نحو مستقبل معرفي وتكنولوجي متقدم.
وقال الدكتور الدرمكي:
“يمثل هذا البرنامج خطوة استراتيجية نحو تمكين المعلمين ليكونوا قادة تحويليين. نهدف إلى تعزيز قدرتهم على الابتكار، وتمكينهم من بناء مجتمعات تعليمية مؤثرة ومستعدة للمستقبل.”
من جانبها، أوضحت الدكتورة مي ليث الطائي، مديرة كلية الإمارات للتطوير التربوي، أن البرنامج يعكس النظرة المتجددة لدولة الإمارات تجاه التعليم باعتباره قطاعاً يتطلب تمكيناً مهنياً مستمراً. وأضافت أن هذه المبادرة تنسجم مع أجندة الدولة في مجالات التعلم مدى الحياة، والبحث العلمي، والإبداع، والابتكار.
وقالت الدكتورة الطائي:
“لم يعد التعليم اليوم مجرد نقل للمعلومة، بل أصبح مجالاً ديناميكياً يتطلب قدرة على التكيف، والابتكار، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بذكاء. هذا البرنامج يتيح للمعلمين تبني أحدث الممارسات التعليمية التي تلبي متطلبات الصفوف الدراسية الحديثة.”
ويستمر برنامج «روّاد التميز التربوي التنفيذي» لمدة أربعة أشهر، ويتألف من مرحلتين متكاملتين، تركّز كل منهما على تطوير كفاءات مهنية محددة تتماشى مع التحديات الواقعية التي يواجهها المعلمون. ومن خلال المزج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، يُمكّن البرنامج المشاركين من تطبيق ما تعلموه داخل صفوفهم ومدارسهم بشكل مباشر.
ويأتي هذا البرنامج امتداداً طبيعياً لرسالة جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، التي تجاوزت فكرة التكريم لتتحول إلى منصة تنموية تضمن استدامة الأثر الإيجابي وتُعزّز من مكانة المعلم كمحور أساسي في تطوير التعليم في الوطن العربي.
وبهذه المبادرة، تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كمرجع عالمي في كيفية الاستثمار الفعّال في مستقبل التعليم عبر الاستثمار في المعلمين أنفسهم.