السبت, 18 أكتوبر, 2025


محمد القرقاوي: الإمارات تجمع العقول والمبتكرين والخبراء في حوار عالمي لرسم ملامح المستقبل
en
17 أكتوبر 2025
محمد القرقاوي

أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، والرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، أن دولة الإمارات طورت بيئة ملهمة وحاضنة للعقول والمبتكرين والخبراء، تجمعهم في حوار عالمي هدفه الرئيسي هو تشكيل مسارات المستقبل وتعزيز الجاهزية لمواجهة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، خصوصاً في ظل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك بمناسبة اختتام فعاليات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، حيث أشار معاليه إلى أن المجالس باتت تتبنى رؤى استراتيجية تواكب المتغيرات وتحولاتها المتسارعة، وتحولت منذ انطلاقها قبل أكثر من 16 عاماً إلى منصة عالمية للشراكات والتعاون، وحاضنة لحراك دولي يهدف إلى تحقيق الازدهار والنمو للمجتمعات الإنسانية.

وأضاف أن الاجتماعات السنوية لهذه المجالس أصبحت مناسبة محورية لصياغة رؤى جديدة وتصميم حلول عملية للتحديات القادمة، استناداً إلى فهم مشترك بأن التغيرات المتسارعة تتطلب تنسيق الجهود وبناء رؤية عالمية متجددة ومرنة تضع الإنسان في جوهرها.

وأشار معاليه إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تحولت إلى نموذج ملهم للتعاون الدولي الإيجابي، وأسهمت في ترسيخ حوار عالمي مفتوح وشامل، مؤكداً أن من أبرز ثمار هذه الشراكة قصة نجاح مجالس المستقبل العالمية، التي أصبحت مخرجاتها عنصراً أساسياً في صياغة أجندة اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وتوجيه السياسات العالمية نحو استباق التحديات.

وأكد القرقاوي أن الحوار الدولي الواسع الذي تحتضنه المجالس يمثل دعوة مفتوحة لجميع الأطراف المعنية، من حكومات ومنظمات ومؤسسات وخبراء ورواد أعمال، للمساهمة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل. وشدد على أن الإمارات حريصة على إنجاح كل جهد دولي يسعى لتعزيز الجاهزية وبناء منظومات أكثر مرونة لمواجهة التحديات المقبلة.

استشراف المستقبل وتوسيع آفاق الحوار

وشهدت الدورة الحالية من المجالس مشاركة أكثر من 700 خبير وقائد عالمي من 93 دولة، يمثلون نخبة صناع القرار ورواد الفكر وصناع السياسات والباحثين، إلى جانب مسؤولين حكوميين وممثلين عن منظمات دولية.

ركزت الاجتماعات على استشراف مستقبل القطاعات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الأمن الغذائي، الاقتصاد، الطاقة، البيئة، الصحة والفضاء، وتوزعت على 37 مجلساً ناقشت التوجهات المستقبلية لستة مجالات رئيسية تشمل التكنولوجيا، البيئة والحوكمة، المجتمع، الاقتصاد، الصحة، والفضاء.

أسفرت هذه المناقشات عن رؤى مشتركة تهدف إلى بناء منظومات أكثر مرونة وقابلية لتحويل التحديات إلى فرص تنموية مستدامة، تسهم في بناء مجتمعات أكثر ازدهاراً وقدرة على التكيف.

أبرز محاور الجلسات

بدأت الاجتماعات بجلسة افتتاحية ركزت على أهمية التفكير المرن والتعاون متعدد التخصصات في التعامل مع التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة، وشددت على ضرورة تطوير آليات جديدة للحوار والشراكة في ظل حالة عدم اليقين العالمي المتزايدة.

في مجال التكنولوجيا، ناقشت الجلسات التطورات في الذكاء الاصطناعي، الأنظمة المستقلة، والحوسبة الكمومية، مع التركيز على دور الابتكار في تعزيز الأمن الرقمي وبناء اقتصاد معرفي مستدام. وتناولت إحدى الجلسات “معضلة توسع الذكاء الاصطناعي”، حيث جرى بحث كيفية تحقيق التوازن بين الأداء التقني، الاستدامة البيئية، وكفاءة الطاقة، لبناء منظومات موثوقة تخدم التنمية البشرية.

في جلسة “التكنولوجيا العصبية: نحو التوازن الأمثل”، ناقش المشاركون آفاق هذه التقنيات في علاج الاضطرابات العصبية، وتحسين القدرات الذهنية وجودة الحياة، إلى جانب الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية المصاحبة لهذا التقدم.

وتناولت جلسة “هل يشكل التنظيم دعماً أم تهديداً؟” التحديات التي تواجه الأطر التنظيمية في مواكبة التطورات السريعة في تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وركزت على ضرورة بناء أنظمة تنظيمية مرنة تستشرف المستقبل دون أن تعرقل الابتكار.

وفي الأمن السيبراني، ناقشت الجلسات أنماط التهديدات الإلكترونية الحديثة، حيث سلطت إحدى الجلسات الضوء على “عقل المجرم السيبراني”، من خلال تحليل أنماط التفكير والهجمات الإلكترونية الحديثة.

أما على مستوى الاقتصاد، فقد تناولت الجلسات تأثير التغيرات الجيوسياسية والتنافس بين القوى الاقتصادية الكبرى على النمو العالمي، كما ناقشت جلسة “تنظيم التجارة الدولية” التحديات المرتبطة بالتعريفات الجمركية والتحولات في آليات التجارة.

وفي البيئة، ناقشت جلسة “أفضل 10 تقنيات واعدة للكوكب” تأثير الكوارث المناخية على القطاعات الحيوية، والفرص التي تتيحها التكنولوجيا لمواجهة هشاشة سلاسل التوريد.

وفي موضوع الأمن الغذائي، تناولت جلسة “تعزيز الأمن الغذائي” دور الابتكار في إعادة تشكيل أنماط الإنتاج والتوزيع.

في مجال الطاقة، بحثت الجلسات التفاوت في وتيرة تحول القطاع، وضرورة تحقيق توازن بين الاستدامة والعدالة في الوصول للطاقة.

أما في قطاع الصحة، ناقشت جلسة “ما تكلفة نقص الاستثمار في الصحة؟” الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لتراجع الإنفاق على أنظمة الرعاية الصحية.

وفي مجال الفضاء، بحثت جلسة “كيف يلهمنا الفضاء لمواجهة تحدياتنا؟” كيف يمكن لأبحاث الفضاء أن تفتح آفاقاً جديدة لإيجاد حلول لتحديات عالمية مثل التغير المناخي ونقص الموارد.