الأحد, 26 أكتوبر, 2025


محمد القرقاوي برؤية محمد بن راشد.. تحدي القراءة منصة معرفية عربية ملهمة
en
23 أكتوبر 2025
محمد القرقاوي

أكد معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعمه المتواصل لتحدي القراءة العربي على مدار عقد كامل، جعلا من المبادرة منصة معرفية عربية مُلهمة، تسهم في تعزيز حب القراءة واللغة العربية لدى الأجيال الجديدة.

وأشار معاليه إلى أن هذا التوجه ينبع من إيمان سموه بأن الجيل القارئ هو الجيل القادر على بناء مستقبل أفضل وأكثر وعياً.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده معاليه في مركز دبي التجاري العالمي، عقب تتويج أبطال تحدي القراءة العربي 2025، حيث استعرض معاليه أبرز إنجازات التحدي وأثره الكبير في المشهد الثقافي والتعليمي العربي، وفي ترسيخ مكانة اللغة العربية في نفوس النشء.

وشارك في المؤتمر التوأم التونسيتان الفائزتان بالتحدي، بيسان وبيلسان كوكة، وسحر مصباح من مصر الحاصلة على لقب المشرفة المتميزة.

نجاحات غير مسبوقة

أوضح معاليه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطلق تحدي القراءة العربي في أكتوبر 2015، في وقت كانت فيه معدلات القراءة في العالم العربي متدنية للغاية، بمتوسط لا يتجاوز ست دقائق سنوياً.

وبيّن معاليه أن التحدي ساهم في رفع الوقت المخصص للقراءة خارج الإطار المدرسي من أقل من ساعة أسبوعياً إلى أكثر من أربع ساعات، أي ما يعادل نحو 200 ساعة قراءة سنوياً.

وأكد معاليه أن النجاحات التي حققها التحدي خلال تسع دورات متتالية تُبرهن على مكانته الراسخة في قلوب الطلاب العرب، والحرص الكبير على المشاركة فيه، لما يشكله من نقطة تحول في المسيرة الدراسية والطموحات العلمية والمهنية للطلبة.

وأشار معاليه إلى أن التحدي حاز على تقدير رسمي ومجتمعي واسع، سواء من المؤسسات التعليمية في الوطن العربي أو من منظمات دولية كبرى، منها منظمة الأمم المتحدة، وهو ما عكسته نتائج دراسة أُجريت بالشراكة مع منظمة اليونسكو لقياس أثر المبادرة منذ انطلاقتها.

تأثير ملموس ومستدام

أوضح معالي القرقاوي أن نتائج الدراسة كشفت عن تأثير عميق لتحدي القراءة العربي على عادات القراءة لدى الطلاب، وعلى المشهد الثقافي العام، حيث أصبح الطلبة أكثر إقبالاً على القراءة والتثقيف الذاتي.

وأشار معاليه إلى أن متوسط عدد الكتب التي يقرأها الطالب الواحد سنوياً ارتفع من 8 كتب قبل المشاركة إلى أكثر من 40 كتاباً بعدها.

وركزت الدراسة، بحسب ما أوضح معاليه، على أربعة محاور أساسية: قياس التغير في سلوكيات القراءة، مساهمة التحدي في أهداف التنمية المستدامة، الأثر الثقافي والاجتماعي للمبادرة، وتوصيات خاصة بوزارات التربية والتعليم بشأن دمج التحدي ضمن المناهج الدراسية الوطنية.

ازدهار ثقافة القراءة

وبيّن معاليه أن أكثر من 80% من الطلاب المشاركين باتوا يقرأون بشكل منتظم أسبوعياً، وأن نسبة كبيرة منهم باتت تمارس أنشطة إضافية كتلخيص القصص وكتابة المقالات. كما أشار معاليه إلى أن 70% من الطلاب أصبح لديهم وصول أسهل إلى الكتب، سواء الورقية أو الإلكترونية.

وأضاف معاليه أن عدد الطلبة الذين يقرؤون أكثر من 50 كتاباً سنوياً ارتفع بنسبة 147% بعد المشاركة، وزادت معدلات القراءة اليومية بنسبة 122%، بينما ارتفعت نسبة من يقرؤون لأكثر من ساعة أسبوعياً بنسبة 157%. كما بدأ 48% من الطلبة في استعارة الكتب من المكتبات، و41% اشتروا كتباً جديدة، و30% انضموا إلى أندية قراءة.

تطور لغوي وفكري

أوضح معاليه أن التحدي كان له أثر كبير في تحسين مهارات اللغة العربية لدى الطلبة، من حيث الفهم والكتابة والمفردات والأسلوب، وأن 71% من المشاركين أكدوا أنهم باتوا يشعرون بارتباط أقوى بلغتهم وهويتهم الثقافية بعد مشاركتهم في التحدي.

ولفت معاليه إلى تنوع اهتمامات الطلاب القرائية، حيث برزت مجالات القصص، والعلوم، والتاريخ، والتنمية الذاتية ضمن أكثر المواضيع قراءة. كما لاحظ معاليه ارتفاعاً في استخدام الكتب الرقمية والمنصات الإلكترونية، مع استمرار الطلاب في الاعتماد على القراءة الورقية.

وشدد معاليه على أن المعلمين كانوا الأكثر تشجيعاً للطلبة على القراءة، يليهم الأسرة، ثم الأصدقاء.

واختتم معالي محمد القرقاوي حديثه بالتأكيد على أن تحدي القراءة العربي أصبح اليوم حركة ثقافية عربية راسخة، تتجاوز حدود المسابقة لتُشكّل نقلة نوعية نحو جيل أكثر وعياً، وأكثر ارتباطاً بلغته وهويته، وقادراً على رسم مستقبل أفضل لوطنه وأمته.