الأحد, 26 أكتوبر, 2025


متحف العين يعرض 1800 قطعة أثرية توثق 300 ألف عام من تاريخ الإمارات
en
24 أكتوبر 2025
متحف العين

افتتح متحف العين بحلّته الجديدة بعد عملية إعادة تأهيل شاملة، كاشفاً عن أكثر من 1800 قطعة أثرية وتاريخية، أقدمها يعود إلى ما قبل 300,000 عام من العصر الحجري القديم، ليمنح الزوار فرصة فريدة للغوص في أعماق التاريخ العريق للمنطقة.

وقد أكد عمر سالم الكعبي، مدير المتحف، أن مشروع إعادة التطوير أدى إلى اكتشافات أثرية مهمة أسفل أرض المتحف، من بينها أفلاج ومدفن ضخم يعود للفترة ما قبل الإسلام. وتم الحفاظ على هذه المواقع داخل قاعات العرض، لتصبح جزءاً من التجربة التفاعلية التي يقدمها المتحف للزوار.

جاء ذلك خلال جولة تعريفية نظمتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لممثلي وسائل الإعلام، حيث أشار الكعبي إلى أن المساحة الجديدة للمتحف وصلت إلى 8000 متر مربع، تشمل قاعات عرض حديثة تعتمد على الوسائط التفاعلية، وتروي قصة مدينة العين بأسلوب سردي مشوق.

ووصف الكعبي متحف العين بأنه “المحطة الأولى التي ينبغي لكل زائر لمدينة العين أن يبدأ منها”، مشيراً إلى أن المتحف سيكون منصة تعليمية وترفيهية غنية موجهة للطلبة والعائلات والسياح من مختلف أنحاء العالم.

من جهته، أوضح السيد بيتر شيهان، رئيس قسم المباني التاريخية، أن أعمال التجديد كشفت في البداية عن بقايا حي الحصن القديم، على عمق نحو 1.5 متر تحت سطح الأرض، إضافة إلى حوالي 200 معلم أثري، غالبيتها آبار أفلاج يعود أقدمها إلى العصر الحديدي قبل أكثر من 3000 عام.

كما تم اكتشاف قبر حجري ضخم يُعرض للمرة الأولى في متحف العين، يعود إلى الفترة المتأخرة ما قبل الإسلام، وُجدت حوله قبور فردية تحتوي على مقتنيات جنائزية محفوظة بحالة ممتازة، وهي معروضة الآن داخل إحدى القاعات.

من جانبه، قال عبدالرحمن النعيمي، رئيس قسم مواقع التراث العالمي بالدائرة، إن متحف العين – أقدم متحف في الدولة – شهد إضافة مرافق جديدة مثل قاعات عرض أوسع، ومختبرات للترميم والحفظ، ومركز أبحاث متخصص، وذلك لمواكبة التطور في مجال المتاحف ووضع المتحف في مصاف المتاحف العالمية.

وأشار إلى أن عمليات التنقيب المتواصلة أفرزت لُقى أثرية معروضة الآن داخل المتحف، تشمل الفخاريات ورؤوس السهام والأدوات الحجرية، مؤكداً أن مركز الأبحاث سيساعد الباحثين في جمع المعلومات والاطلاع على الوثائق والدراسات ذات العلاقة بالتراث الثقافي لدولة الإمارات، بالإضافة إلى معاينة القطع الأثرية عن قرب بالتعاون مع المتحف.

وفي السياق نفسه، أوضحت نورة المرزوقي، عالمة الآثار في الدائرة، أن الفريق استخدم تقنيات متقدمة خلال التنقيب، شملت الطائرات بدون طيار (الدرونز) والنماذج ثلاثية الأبعاد، بهدف توثيق المواقع والحفاظ عليها وإتاحتها للعرض العام بشكل مبتكر وآمن.

بهذا الافتتاح الجديد، يتحول متحف العين إلى بوابة حية على ماضي الإمارات العريق، حيث يلتقي الزائر بالتاريخ وجهاً لوجه، ويعيش تجربة متكاملة تجمع بين المعرفة والاستكشاف والتفاعل.