يؤكد الدكتور حمد عبدالله الشحي، أول خبير إماراتي في مجال تشغيل القطارات، أن الدعم الكبير الذي توفره دولة الإمارات للكوادر الوطنية هو السبب الرئيسي في انتقاله من وظيفة بائع تذاكر في القطاع الخاص إلى منصبه الحالي كـمراقب أول ومدير مناوب بالإنابة في مركز تحكم عمليات مترو دبي.
رحلته المهنية بدأت من نقطة بسيطة، لكن بالإصرار والتعليم وثقة القيادة في أبناء الوطن، استطاع أن يصعد سلم النجاح خطوة بخطوة.
التعليم أساس النجاح
حصل الشحي على دكتوراه في الحلول الابتكارية للنقل العام، بالإضافة إلى ماجستير وبكالوريوس في الاستشراف والابتكار الحكومي، وبكالوريوس في العلاقات العامة. كما نال عدة جوائز مرموقة، منها المركز الثاني في جائزة نافس 2024، والمركز الأول في نسخة 2025 لفئة الوظائف التخصصية، وهو أيضًا عضو في مجلس نافس للشباب.
ومن أبرز التحديات التي واجهها في بداياته كانت السفر يوميًا من رأس الخيمة إلى دبي، والعمل في بيئة متعددة الجنسيات والثقافات، لكنه يعتبر تلك التحديات وقودًا للنجاح.
“نحن شعب تربينا على أن نكون في المركز الأول، وهذه الجملة كانت ترافقني دائمًا. وكما قال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: الحياة بالعمل، وقيمة الإنسان بالعمل.”
القيادة مصدر إلهام.. و”نافس” نقطة تحول
يؤكد الشحي أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تشكل حافزًا دائمًا للتعلم والتميز، مشيرًا إلى أن التقدم لا يتحقق إلا بالعلم والكوادر الوطنية المتميزة.
وأشار إلى أن برنامج “نافس” كان له دور محوري في مسيرته المهنية. ففي السابق، كان موظفًا في القطاع الخاص يواجه تحديات ومخاوف مثل باقي الشباب، لكن “نافس” غيّر كل شيء، وفتح أمامه أبواب التطوير والتعليم والدورات المهنية والدعم الإعلامي.
“قبل نافس، كنت أواجه الكثير من القلق وعدم اليقين، مثل بقية الشباب. أما اليوم، فـ’نافس’ يطور، يبرز، ويمكّن. كل شيء متاح: التدريب، التعليم، التوجيه، وحتى الدعم الإعلامي.”
جائزة نافس.. بداية الانطلاقة
مشاركته في جائزة نافس كانت تجربة مفصلية في حياته، بدءًا من تعبئة الطلب ووصولاً إلى المقابلات أمام كبار المتخصصين.
“بعد فوزي بجائزة نافس 2024، حصلت على زخم إعلامي كبير، وبدأ الناس يتعرفون على قصتي.”
وأدرك الشحي بعد تلك التجربة أهمية توثيق الإنجازات، حيث قال:
“كنت أعمل كثيرًا دون أن أوثّق، أما اليوم فأوثق كل إنجاز، لأنه يُفيد الإنسان في مسيرته. وهذه نصيحتي لكل شاب يدخل سوق العمل.”
رسالة أمل للشباب الإماراتي
يختم الشحي قصته برسالة ملهمة تؤكد أن الحياة مليئة بالتحديات، لكن الوصول ممكن في وقته.
“الفرص موجودة، والدعم موجود، وكل ما علينا هو تحديد هدف واضح والسعي إليه. وأنا على يقين بأن الشباب الإماراتي قادر على صناعة المستقبل، ورسم ملامحه وفق رؤية مستدامة، كما رسمتها لنا قيادتنا الرشيدة.”