يقع هذا الحي بجوار خور دبي، ويمنح الزوار لمحة نادرة عن أسلوب الحياة البسيط والتقليدي الذي كان سائدًا في المدينة قبل النهضة العمرانية الكبرى.
لمحة من التراث
تم بناء منازل حي الفهيدي من مواد طبيعية مثل الحجر المرجاني، وخشب الساج، وخشب الصندل، وجذوع النخيل. وتُميزها أبراج الرياح التقليدية التي كانت وسيلة طبيعية لتبريد المنازل قبل توفر أجهزة التكييف.
تصميم الحي يعكس نمط حياة عربي أصيل، حيث الأزقة الضيقة، والمباني المتلاصقة، والتوزيع الذكي للمنازل بهدف توفير الخصوصية وتخفيف حرارة الشمس.
وبفضل موقعه القريب من الخور، كان الحي مركزًا حيويًا للتجارة والتواصل مع مختلف الثقافات.
ماذا يمكنك أن ترى وتفعل؟
-
تجول في الأزقة الضيقة واستشعر عبق التاريخ في كل زاوية.
-
زر المعارض الفنية والمراكز الثقافية المنتشرة في المباني التاريخية.
-
استمتع بكوب من القهوة العربية أو وجبة تقليدية في أحد المقاهي الهادئة في الحي.
-
انضم إلى جولة تراثية عبر مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري للتعرف على تقاليد المنطقة عن قرب.
-
اكتشف متحف المسكوكات الذي يضم أكثر من 470 عملة نادرة تروي قصة النظام النقدي في المنطقة.
-
قم بزيارة “دار الخط” لاكتشاف فنون الخط العربي والإبداع الفني المحلي.
عمارة بطابع وظيفي
تصميم المنازل وأبراج الرياح في حي الفهيدي لم يكن للزينة فقط، بل لخدمة السكان بطريقة ذكية. كانت أبراج الرياح تلتقط نسيم الهواء وتوجهه إلى داخل الغرف لتلطيف الأجواء.
كما صُممت المنازل بواجهات ضيقة ونوافذ صغيرة حفاظًا على الخصوصية، وتم توجيهها بما يتناسب مع اتجاه القبلة، ما يعكس تناغم التصميم المعماري مع الحياة اليومية والدين والمناخ.
أفضل وقت للزيارة وكيف تصل
أفضل وقت لزيارة الحي هو خلال أشهر الشتاء وأوائل الربيع عندما يكون الطقس مناسبًا للتجول سيرًا على الأقدام.
يمكنك الوصول إلى الحي بسهولة باستخدام التاكسي أو وسائل النقل العام. وعند وصولك، خذ وقتك لاستكشاف المكان بهدوء، توقف عند التفاصيل الصغيرة، واجلس في أحد المقاهي لتستمتع بالأجواء التراثية.
لماذا يستحق الزيارة؟
حي الفهيدي ليس مجرد مكان سياحي، بل هو قلب نابض لتاريخ دبي الحقيقي. ففي مدينة تميزت بسرعة النمو والتطور، يقدّم هذا الحي لمحة ثمينة عن ماضٍ بسيط وأصيل.
إنه يذكّرنا بأن دبي كانت وما زالت مدينة ذات جذور عميقة، وثقافة غنية، وتاريخ لا يقل أهمية عن حاضرها المتألق.
إذا كنت في دبي، لا تفوّت فرصة زيارة حي الفهيدي. إنه مكان هادئ يعكس روح المدينة الأصيلة، ويمنحك تجربة فريدة تربط بين الماضي والحاضر في مشهد معماري وإنساني لا يُنسى.
