الثلاثاء, 03 يونيو, 2025


فيصل الكتبي: الرجل الذي وضع الجوجيتسو الإماراتي على خارطة العالم
مايو, 2025
فيصل الكتبي

حين يُذكر اسم فيصل الكتبي في الأوساط الرياضية، يتبادر إلى الذهن فورًا صورة بطل لا يُقهر، وشخصية قادت تحولاً كبيرًا في رياضة الجوجيتسو داخل دولة الإمارات. لكن قصة فيصل لم تبدأ على بساط الجوجيتسو، بل في حلبة المصارعة الحرة.

البداية من المصارعة

وُلد فيصل في أبوظبي عام 1987، وبدأ شغفه بالرياضات القتالية مبكرًا، حيث انخرط في المصارعة الحرة الأولمبية في سن العاشرة. وبفضل موهبته وانضباطه، شارك في تمثيل دولة الإمارات في منافسات كبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية 2010.

لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بأن المصارعة لم تُشبع شغفه بالكامل. وفي الجوجيتسو، وجد التحدي الحقيقي الذي كان يبحث عنه.

“كنت أبحث عن رياضة تسمح لي بالتفكير والتكتيك، وليس فقط القوة. الجوجيتسو كانت ذلك العالم الذي شعرت فيه بأنني في مكاني الصحيح.”

انتقال سريع نحو القمة

بعد انتقاله إلى الجوجيتسو، بدأ فيصل رحلة صعود مذهلة. تحت إشراف مدربين مخضرمين مثل أليكس باز ومايكي رايتر، واصل تدريباته المكثفة حتى نال الحزام الأسود في عام 2014، وهو إنجاز لا يناله إلا القلّة.

منذ ذلك الحين، أصبح اسمه لامعًا في عالم البطولات. فاز بعدة ميداليات ذهبية في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو أعوام 2009، 2010، 2013 و2014، بالإضافة إلى تألقه في بطولات العالم للاتحاد الدولي JJIF أعوام 2015، 2016، 2017 و2019.

قائد داخل وخارج الحلبة

لكن فيصل لم يكن مجرد رياضي ناجح، بل أصبح قائدًا ورمزًا. كقائد للمنتخب الوطني، لعب دورًا محوريًا في تطوير الجيل الجديد من الرياضيين الإماراتيين. كان حاضنًا وداعمًا، قبل أن يكون منافسًا.

في بطولة الجائزة الكبرى في تايلاند 2023، كان أحد أبرز المساهمين في إنجاز الفريق الإماراتي، إذ عادوا بعدة ميداليات، وكانت الذهبية في وزن 94 كجم من نصيبه.

دعم القيادة ورؤية وطن

لم يكن نجاح فيصل ليصل لهذا المستوى لولا دعم القيادة الإماراتية. فقد عبّر مرارًا عن امتنانه لدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذين وضعوا الرياضة، وبالأخص الجوجيتسو، على سلم أولويات التنمية الشبابية.

بفضل هذه الرؤية، لم تعد الجوجيتسو رياضة نخبوية، بل أصبحت جزءًا من الهوية الرياضية والثقافية للإمارات، تُدرّس في المدارس، وتُحتضن من الأجيال الجديدة.

إرث لا يزال يُكتب

فيصل الكتبي اليوم ليس مجرد بطل عالمي. هو قدوة، ومُلهم، وصوت يحمل راية رياضة باتت تُعبّر عن طموح وطن بأكمله. وربما ما يفتخر به أكثر من ألقابه، هو مشاهدته لشباب إماراتيين يصعدون إلى البساط بثقة، يلاحقون الحلم ذاته الذي بدأه منذ سنوات.